المبادرة التى أعلنها الرئيس السيسى, حياة كريمة, للفئات الأكثر احتياجًا خلال عام 2019، لتطوير القرى والنجوع والمناطق بها، ومنها تقديم الرعاية الصحية وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فيها، تستحق أن تتكاتف من أجلها كل مؤسسات الدولة، ومعها مؤسسات وجمعيات المجتمع المدنى، للاستفادة القصوى من زخم دعوة الرئيس بداية من تركيز جهود المحافظين والمسئولين بالسعى لتحقيق الحد الأقصى لأهداف المبادرة ومروراً بمشاركة إيجابية من رجال الأعمال لتحقيق جزء مهم من أهدافها، حتى المشاركة الفعالة للفاعلين فى المجتمع المدنى، ممن يريدون لعب دور وطنى حقيقى. هذه المبادرة التى تحتاج لتنفيذها إقامة مشروعات لتنمية الفئات الأكثر احتياجًا، بهدف التمكين الاقتصادى والاجتماعى لها لا يمكن لمفهومها الشامل أن يكون بعيداً عن التمكين على المستوى الثقافى، وتنمية الوعى، ومقاومة الأمية والجهل بالواقع المحيط، وهو الهدف الذى لن يتحقق إلا بوعى آخر للمشاركين فى تنفيذ المبادرة بأنها تحتاج وعلى خط مواز لها درجة لابأس بها من التفاعل بين تحقيق الاحتياجات الأساسية من الخدمات وبين رفع درجة الوعى والجانب الثقافى والتوعوى لسكان هذه المناطق، وهو مانفتقد التعامل معه، ونقلل من أثره فى سلم توفير الاحتياجات الإنسانية لدى الفقراء، بالتعامل معهم على أن الطعام والملبس والسكن وحدها تكفيهم على حساب التعلم والوعى والعلم والثقافة!. إن المبادرات الإنسانية لن تنجح فى تحقيق أهدافها إلا من خلال إنسان يعى مفهوم ووسائل وآليات تحقيق هذه التنمية بأدوات أكثر فاعلية.. وهذا لن يتحقق بعيداً عن الاهتمام بهذا الإنسان، وفى مقدمتهم من يعيش فى المناطق الأكثر احتياجاً وفقراً حتى لايبقى هو الأكثر جهلاً، وقتها ستكون المشكلة الأكبر!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى