* المحافظ يتعهد للرئيس خلال افتتاح «بشاير الخير 2» باستكمال مشروع الصرف الصحى * الأهالي: نغرق فى مياه الصرف والأمطار.. والحشرات والثعابين تنتشر فى القرية * رئيس «الصرف الصحي»: المشروع فى عهدة «الجهاز التنفيذي» ونرسل سيارات لشفط المياه ما إن تطأ قدماك قرية قشوع؛ التى تقع بالقرب من مدخل محافظة الإسكندرية الصحراوي، حتى تشعر بأنك انتقلت بصورة مفاجئة إلى إحدى القرى الفقيرة فى المحافظات البعيدة عن أعين المسئولين وليس فى محافظة تعد العاصمة الثانية لمصر وتلقب بعروس البحر الأبيض المتوسط، فمنذ اللحظة الأولى لك بالقرية ترى الطرق غير ممهدة، ومياه الصرف الصحى متراكمة فى كل مكان، حواجز طينية صنعها الأهالى لتصريف المياه فى الطوابق والبيارات، وأكوام القمامة متراكمة فى منتصف الطرق وبجانب سور المدرسة الابتدائية الوحيدة بالقرية. أصبح الأهالى يمنون النفس بعدما أكد الدكتور عبد العزيز قنصوة؛ محافظ الإسكندرية، للرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاحه المرحلة الثانية من مشروع «بشاير الخير» فى المدينة؛ نهاية شهر ديسمبر الماضي، استكمال مشروع الصرف الصحى فى القرية - ولكن دون تحديد فترة زمنية-، مؤكدين أن الرئيس يضع على عاتقه توفير حياة كريمة للمواطنين والقضاء على المناطق العشوائية والخطرة. وسلطت النوات الأخيرة وسقوط الأمطار الغزيرة على مناطق متفرقة من مدينة الساحلية؛ الضوء من جديد على القرية التى تقع ضمن نطاق حى العامرية أول، بعد تحولها إلى برك من المياه وغرق الطوابق الأرضية من المنازل، ولم يجد الأهالى سبيلاً سوى الاستغاثة بالمسئولين التنفيذيين لكسح المياه، وبمديرية التضامن الاجتماعى للنظر إلى حالهم. قول عياد مساعد، أحد أهالى المنطقة والملقب بشيخ القرية، إن القرية تم إنشاؤها على أرض جبلية مما يجعلها منحدره، وبالتالى عند سقوط الأمطار تتراكم المياه فى المناطق المنخفضة بالقرية، وهو ما يتسبب فى غرق الشوارع والطوابق الأرضية فى المنازل، حتى أصبحت هذه الطوابق غير صالحة للعيش، والوضع الاقتصادى لقاطنيها يمنعهم من الانتقال إلى مكان أخر. ويضيف «مساعد» إن ما يسهم فى تفاقم الأزمة عدم وجود صرف صحى فى القرية بكاملها حيث تعتمد على الأسلوب القديم بإنشاء بيارات أمام كل منزل، وكل فترة محددة يقوم الأهالى بجلب سيارات شفط وذلك على نفقتهم الخاصة وهو ما يعد تكلفة أخرى عليهم، مؤكدًا أن غرق المنطقة وتراكم المياه لا يحدث فى فصل الشتاء ولكن طوال العام بسبب مياه الصرف الصحي. ويوضح «مساعد» إنه قبل أربع سنوات تم البدء فى إنشاء مشروع صرف صحى وتم وضع شبكة المواسير فى الشوارع فقط ولم يتم إيصالها إلى المنازل، وعقب ذلك توقف المشروع تمامًا، مضيفًا «المواسير والمطابق فى الشوارع شكلية ولم تستفد القرية منها حتى الآن ومازالت تغرق فى المياه». ويؤكد «مساعد» إن رئيس حى العامرية أول ورئيس شركة الصرف الصحى زاروا المنطقة للوقوف على وضعها الحالى وبالفعل اجتمعوا مع عدد من الأهالى وكان هو واحدًا منهم، ولكن الوضع فى القرية بقى على ما هو عليه، مطالبًا المسئولين بحل أزمتهم وإنهاء مشروع الصرف الصحى فى أقرب وقت ممكن لحمايتهم من هذا الوضع غير الصحي. «نعيش حياة غير آدمية» بهذه الكلمات وصفت حنان حامد، معلمة، الوضع فى القرية بصفة عامة وحالة منزلها بصفة خاصة، حيث أنها تقطن فى منزل يقع فى المنطقة المنخفضة بالقرية، موضحة أن النوة الأخيرة تسببت فى غرق المنزل ووصول المياه لارتفاع يزيد على المتر، وتم حصارها فى المنزل هى وابنتها قبل أن تقوم بإزالة المياه بمساعدة الأهالي. وتضيف «حامد» إن هذا الوضع لا يحدث لأول مرة، فعلى الدوام يغرق المنزل بمياه الصرف التى تهبط عليها من المنازل الموجودة على المناطق المرتفعة بالجبل، مؤكدة أن تراكم المياه المستمر تسبب فى تشقق أرضية المنزل بالإضافة إلى ميل منزل مجاور على سور منزلها، متخوفة من أن يؤثر على منزلها. وتشير «حامد» إلى أن المياه المتراكمة تتسبب فى انتشار البعوض والفئران التى تؤثر على صحة أهالى القرية خاصة الأطفال، مضيفًا «ولا يتوقف الأمر عند الفئران فقد عثرت أكثر من مرة على ثعابين وقام أحد الأهالى بقتله، ولذلك أعيش فى رعب مع ابنتى خوفًا من يدخل ثعبان إلى المنزل، كما أنه أصبح يحرم علينا الخروج بعد الساعة الخامسة مغربًا». بينما يقول سمير جابر العمدة، موظف، إنه قام بشراء قطعة أرض فى القرية قبل عشرين عامًا من أجل بناء بيت والعيش فى هدوء إلا أن الوضع أصبح سيئا، حيث لا يتوافر بها خدمات كمان أن مياه الصرف يغرق الشوارع والمنازل طوال العام وليس فى فصل الشتاء فقط، كما تنتشر القمامة فى كل مكان. ويوضح «العمدة» إن مشروع الصرف الصحى حبر على ورق، فقد تم وضع مواسير صغيرة وطوابق وتوقف المشروع على ذلك، ولا يجد الأهالى سبيلاً سوى الاعتماد على البيارات التى لا تصلح وتتسبب فى طفح المياه فى الشارع، مشيرًا إلى أنه فى أوقات النوات تتراكم المياه لأيام حتى يتم سحبها. وعن مشروع الصرف الصحى فى المنطقة؛ يقول اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحى فى الإسكندرية، إنه بالفعل يوجد مشروع لإنشاء شبكة صرف فى المنطقة وهو يقع ضمن اختصاصات الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى الذى يقوم بتنفيذه، مشيرًا إلى أن العمل توقف به بسبب التصاريح والمخصصات المالية. ويوضح «نافع» إنه تم وضع شبكة أرضية للصرف فى القرية، والعمل يتوقف الآن على استكمال المحطة، مؤكدًا أن شركة الصرف تقوم بحل الأزمة مؤقتًا من خلال إرسال سيارات لشفط المياه المتراكمة باستمرار خاصة عقب سقوط الأمطار فى النوات، قائلاً «نقوم بما هو متاح حاليًا ونرسل سيارات لشفط المياه لحين الانتهاء مشروع الصرف». ومن جانبه؛ يقول المهندس حنفى محمد، رئيس حى العامرية بمحافظة الإسكندرية، إن سبب غرق القرية يرجع إلى انخفاض مستوى الأرض بالإضافة إلى عدم وجود صرف صحي، الأمر الذى يجعلها عرضة للغرق عند هطول الأمطار، مشدداً على أن الحى بمشاركة شركة الصرف الصحى يقوم بتوجيه سيارات الشفط من أجل مساعدة المواطنين. ويؤكد رئيس الحي، إنه وجد فى القرية عقب تعرضها لموجة من الأمطار الغزيرة التى تسببت فى غرق المنازل، واجتمع من عدد من الأهالي، حيث أوضح لهم أن الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى يعمل على تشغيل المحطة من أجل ضمان عدم تكرار حادث غرق القرية مرة أخرى. وعن انتشار القمامة؛ يشدد «محمد» إنه يقوم بإرسال سيارات بصورة دورية لرفع القمامة، إلا أن انتشارها بهذا الشكل يرجع إلى سلوكيات المواطنين الذين لا يلتزمون بإلقائها فى الأماكن المخصصة. وفى تحرك فورى قررت مديرية التضامن الاجتماعى بالإسكندرية صرف مساعدة استثنائية عاجلة ل7 أسر متضررة، بواقع 26 فردًا من القرية نتيجة لما لحق بهم من آثار السيول والأمطار، بالإضافة إلى صرف عدد 26 بطانية، من مؤسسة التكافل الاجتماعى بالإسكندرية وجمعية الهلال الأحمر المصري. ويوضح محمد كمال حجاجي، إن «المديرية» وجهت فريق الإغاثة بإدارة العامرية الاجتماعية وفريق مؤسسة التكافل الاجتماعى بالإسكندرية وجمعيه الهلال الأحمر المصري، للموقع حيث تمت المعاينة وتم عمل الأبحاث الاجتماعية للأسر المتضررة وحصر خسائر الممتلكات. ويؤكد «حجاجي» إنه تم تحرير محضر شرطة لاستكمال المستندات لصرف مستحقاتهم فى صرف الإعاشة وخسائر الممتلكات لكل اسرة طبقا لقانون التعويضات والنكبات، بالإضافة إلى توفير أسرة ومراتب وأغطية للأسر المتضررة من مؤسسة التكافل الاجتماعى بالإسكندرية.