ليس من الإنصاف ولا من الموضوعية توجيه النقد الحاد إلى أجهزة الأمن عندما يتمكن الإرهابيون من تمرير عملية إجرامية محدودة بأدوات بدائية، مثل تلك التى وقعت فى المريوطية قبل أيام، وذلك بالطبع دون أدنى استهانة بأرواح الضحايا ومعاناة الجرحى. ولا يكون الدفاع عن الأمن بالاكتفاء بمنطق أنها تحدث فى كبرى الدول وأكثرها إمكانيات فى التصدى للإرهاب، ولكن أيضا، والأهم، بتذكر وتقدير النجاحات التى حققها الأمن، بمساعدة الجيش، فى حصار الإرهابيين منذ بدء العملية الشاملة فى فبراير الماضى، وبكمية الضربات الاستباقية التى أجهضت جرائم متعددة قبل أن تخرج إلى حيز التنفيذ، ولنا أن نتخيل أعداد الضحايا وكم التخريب الذى كان يمكن أن يقع إذا كانت هذه الجرائم قد أفلتت، إضافة إلى النجاح فى التصدى لخلايا ترفع السلاح ضد الدولة والمواطنين. ومع الوضع فى الاعتبار دائماً أن أفراد التنظيمات الإرهابية فى مصر هم الجزء الضئيل الظاهر من جسد أكثر ضخامة وتعقيداً، له أطراف فى الداخل والخارج، يتوارى عن الأنظار ولا تبدو منه إلا نتائج أفعاله، إضافة إلى دعمه غير المسبوق للإرهابيين بالأموال السخية والتدريب المتقدم والتسليح المتطور الذى تعجز بعض الجيوش النظامية عن التحصل عليه، وبعد كل هذا هناك ماكينات تزوير عملاقة تساندهم بقلب الحقائق إلى أكاذيب تصب فى مصلحتهم، فى فضائيات ومنظمات إقليمية ودولية، تستصدر لهم ساعة الحرج بيانات تؤيدهم وتشجب التصدى لهم..إلخ. هذا لا يمنع بالطبع من أن يُعاد النظر باستمرار فى أداء أجهزة الأمن بهدف التطوير إلى الأفضل، باستكشاف الثغرات وسدها، ورفع مستويات التدريب على أحدث المعدات..إلخ، ويُستفاد فى هذا من الاقتراحات البنّاءة التى يهمها النجاح فى مواجهة الإرهاب وليس تثبيط عزائم من يتولون مسئولية المواجهة فى هذه المعركة الشرسة ويجودون بحياتهم دفاعا عن الجميع. لقد جعل الإرهابيون الموقف منهم أسهل من أن يتبدد فيه الوقت والطاقة، بإعلانهم على المكشوف أن هدفهم هو ضرب الاقتصاد المصرى، وخاصة السياحة! فهل يعى هذا ويقبله على نفسه كل من يؤيدهم أو يجد لهم التبريرات؟! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب