يكتسب التدريب البحرى (الموج الأحمر-1) ، الذى تجريه حاليا تشكيلات من القوات البحرية من مصر والسعودية والأردن وجيبوتى والسودان واليمن بالمياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية بالبحر الأحمر، أهمية كبيرة، لعلاقته المباشرة بأمن البحر الآحمر والتعاون بين الدول المطلة عليه لمواجهة التهديدات التى يتعرض لها، وكذلك الأمن القومى العربى الذى يواجه تحديات كبري. يتميز البحر الأحمر بموقع جغرافى وإستراتيجى مهم، حيث إنه ملتقى ثلاث قارات هى إفريقيا وأوروبا وآسيا، وحلقة الوصل بين ثلاث مناطق إقليمية مهمة هى الشرق الأوسط والقرن الإفريقى ومنطقة الخليج، إلى جانب أنه يوفر للقوى الإقليمية والدولية إمكانية الوصول إلى المحيطين الهندى والأطلسى والبحر المتوسط، مما يجعله مطمعا لهذه القوي، ولاعبا أساسيا فى كل الصراعات التى تشهدها المنطقة. وتلعب مصر دورا أساسيا فى حماية أمن البحر الأحمر بالتعاون مع الدول العربية المطلة عليه، وكان ذلك دافعا مهما لإنشاء الأسطول الجنوبى للبحرية المصرية، ولا يقتصر الاهتمام المصرى فى هذا السياق على الجانب العسكري، ولكن يتعداه إلى المساهمة فى تعزيز التكامل بين دول البحر الأحمر فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ولذلك استضافت مصر الاجتماع الأول للدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر فى ديسمبر 2017 ، وشاركت فى الاجتماع الذى عقد الشهر الماضى بالرياض، وسوف تستضيف الاجتماع القادم لهذه الدول قريبا فى القاهرة. ويعد الاهتمام المصرى بأمن البحر الأحمر جزءا من الدور المصرى فى حماية الأمن القومى العربي، الذى يواجه تحديات متعددة الآن، لعل أبرزها محاولات هدم الدولة الوطنية، وظاهرة التطرف والإرهاب التى نبعت من جماعات مسلحة لها ارتباطات مشبوهة وأجندات خاصة، ومحاولات الهيمنة على المنطقة العربية التى تقوم بها بعض القوى الإقليمية مستغلة عدم استقرار بعض المناطق، إلى جانب التحديات الاقتصادية المعروفة. وتلعب مصر دورا رئيسيا فى مواجهة هذه الظواهر، حيث تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب والتطرف، من خلال إستراتيجية متكاملة لا تقتصر على التعامل الأمنى والعسكري، ولكن تعمل على اجتثاث جذور التطرف والإرهاب من المجتمع كله ومواجهة مسبباته ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا. كما تتصدى بقوة لمحاولات هدم الدولة الوطنية، وتسعى للوصول إلى تسوية سياسية للأزمات التى تمر بها بعض الدول العربية، فى إطار الحفاظ على مقومات الدولة ومؤسساتها الرئيسية. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام