وسط حالة «الهلع» التى تسيطر على البريطانيين من «البريكست»، وتراجع قدراتهم الشرائية بشكل لافت خلال احتفالات ال«كريسماس»الأخيرة، كشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن أن حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماى أنفقت نحو11 مليون إسترلينى كمساعدات قدمتها لدول تفوقها فى الثراء. وقالت الصحيفة البريطانية إن القائمة طويلة وتضم العديد من الدول «الاستفزازية» أمثال الولاياتالمتحدة، التى جاءت على رأس القائمة بتلقيها نحو4 ملايين إسترلينى كمساعدات خلال العامين الماضيين، لتطوير خدماتها المالية، وأمنها الإلكتروني، فضلا عن إقامة مشروعات فى مدنها الذكية مثل بوسطن. كذلك جاءت اليابان، التى يبلغ حجم ناتجها القومى ضعف الناتج القومى البريطانى تقريبا، ضمن القائمة نظرا لتلقيها مساعدات بلغت نحو 500 ألف إسترلينى ، لتطوير عاصمتها طوكيو لتكون مركزا ماليا عالميا. أسماء أخرى مثل كوريا الجنوبية، والبرتغال، ونيوزيلندا، وردت ضمن القائمة الجدلية، وحتى الصين التى تلقت مساعدات تم تمويلها من ضرائب البريطانيين، على حد تعبير الصحيفة، لدعم صناعة السينما لديها. وتدافع الحكومة البريطانية عن أوجه إنفاقها، التى تطلق عليها اسم «صندوق الرفاهية» أو«الدبلوماسية الناعمة»، التى تسعى من خلالها لدعم البيئة الاستثمارية فى تلك الدول لدعم رفاهة المواطن البريطانى فى النهاية. وأكدت الحكومة فى ردها، على تساؤلات نواب البرلمان، أن المبلغ لا يأتى ضمن ال 14 مليار إسترلينى المخصصة سنويا للمساعدات الدولية، وإنما ضمن مبلغ يقدر ب 33 مليون إسترلينى مخصص ل« تمويلات الرفاهة». لكن ذلك لم يخفف من حدة الانتقادات التى واجهتها الحكومة تحت قبة البرلمان، حيث اعتبر النواب أن ذلك كله مازال لا يعلل الأموال التى تلقتها واشنطن، التى تتمتع بعلاقات قوية مع لندن.وعلى صعيد متصل، كشفت الصحيفة البريطانية عن أن حركة الرواج التجارى التى اعتادتها المحال التجارية بالبلاد قبيل احتفالات ال«كريسماس»، تراجعت بشكل كبير عن العام السابق بفارق 44 مليون زائر، أو بنسبة 36%. وقالت الصحيفة إن العام الماضى كان قد شهد فى الأساس انخفاضا عن المتوسط المعتاد فى السوق البريطانى بنسبة وصلت ل 35 %، لكن المحللين أرجعوا ذلك حينها إلى سوء الأحوال الجوية، وتراكم الثلوج فى الشوارع، وهوما منع الكثيرين من الخروج من منازلهم، لكن احتفالات العام الحالى من المفترض أنها جاءت فى وقت اتسمت فيه حالة الطقس باستقرار نسبي.