عام جديد يُطل علينا، ومع إطلالته مثل كل عام دائماً ما نتمنى أن يُصبح هو الأفضل.. وفيه نتمنى أن تتبدل الأحوال، وتعود إلينا الأمجاد، ونبحث فيه عن السعادة والأحسن فى كل شيء .. ولكن العام يمضى وكثير منا رُبما لا يجد فيه تلك الأحلام تتحقق، بل ورُبما يخرج من عامه وهو على يقين تام بأن العام الذى سبقه كان هو الأفضل، هذا واقع موجود، خاصة عندما نطلق لأحلامنا العنان خارج دائرة الواقع الاقتصادى والمنطق الاجتماعى، فنرمى بعد ذلك اللعنات على اليأس الذى سبقه تفاؤل فاق الحد! كلنا يصل إلى هذه الدرجة، ولانتعلم من درس عام مضى بأن الفرق بين عام وآخر لا يكون فقط فى الإمكانات الاقتصادية، ولا الموارد الطبيعية، ولا حتى بظروف سياسية، لكنه قبل ذلك يرتبط بصورة أكبر ببشر هُم العامل المشترك بين كل هذا، وهُم من ينسجون خيوط مجتمع إما أن يختار التقدم، وإما يقبع فى غياهب ماهو عليه، كل عام نتحدث فيما نريده وماهو لنا، لكننا ننسى ماعلينا أو نتناسى أننا مركز الأحداث، وتدوير الإمكانات التى لن تتحرك إلا ببشر، يريد أفضل مافى العالم لنفسه!. نعم كلنا نريد أن يصبح الأفضل لكننا نرى ان هذا لن يتحقق إلا بأن نفعل مانستحق عليه هذا..لانحتاج فقط إلى إمكانات بل أن تكون لدينا القدرة والرغبة على العطاء.. أن تتحول أخلاقنا إلى الأفضل.. أن نخاف على بعضنا البعض .. أن نطرد الحقد والحسد من قلوبنا تجاه الآخرين، نحتاج فى عامنا الجديد إلى أن نكون موضوعيين.. وأن تغلبنا الأخلاق ويحفزنا الضمير.. وقتها رُبما يتحقق حلمنا فى عام أفضل!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى