هو خاطر غريب تمكن من رأسى وأنا أطالع سطور الأستاذ مصطفى بكرى عن (المرحلة الانتقالية) و(زمن الإخوان) من كتابه ذى القسمين (الدولة والفوضى) الذى أصدرته الهيئة العامة لقصور الثقافة.. »هل اختطف الإخوان عملية يناير بعد ثلاثة أيام من اندلاع الاضطرابات.. أم أن من هندس لعملية يناير كان يسعى إلى وصول الإخوان للحكم؟«.. لقد كان هناك غضب شعبى مكتوم فعلا وكانت هناك مؤامرة دولية مؤكدة وكانت هناك أخطاء فادحة فى مربع النظام.. ولكن ذلك كله تم توظيفه أو استثماره كيما ينجح الفوران الشعبى فى إسقاط الحكم وتسليمه للإخوان ليبدأ مخطط هدم الدولة فى مشهد مروع أمعن الأستاذ مصطفى بكرى فى وصفه وطرح أسراره وكواليسه التى كان مصطفى أحد الأطراف الفاعلة فيها، وقد دون الكاتب الوطنى كل تفاصيل هذه المرحلة فى مجموعة من الكتب صدرت عن دور نشر مختلفة وكتبت عن معظمها مثل (سقوط الإخوان) و(عمر سليمان الصندوق الأسود) و(لغز المشير) و(الجيش والثورة) و(الجيش والإخوان)، لا بل ورشحت الأستاذ مصطفى بكرى عنها لجائزة الدولة التقديرية لأنه بتوثيق أحداث ووقائع على نحو لم يعترض عليه أحد من شهور تلك المرحلة (وكلهم كما يفخر الكاتب فى مقدمة كتابه أحياء حتى الآن)، والواقع أن كتاب (الدولة والفوضى) بجزءيه يتعرض لأحداث تشمل مجموعة من الشخصيات التى أصبحنا نعرف طبيعة الأدوار التى لعبتها فى نحت مستقبل هذا البلد سواء المشير طنطاوى أو المشير السيسى، أو رأفت شحاتة أو آن باترسون، أو البرادعى (هل تتذكرونه؟) أو محمد مرسى (أول جاسوس مدنى منتخب) أو باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون، أو عمر سليمان وعشرات آخرين جمعتهم الأحداث التى وثقها الأستاذ مصطفى بكرى (باليوم والساعة) فى أحد النصوص البديعة التى ترسم صورة سنوات أوشك فيها البلد على الضياع فى أتون حدث تمت هندسته للدفع بالإخوان إلى سُدة الحكم، ولولا نزول القوات المسلحة إلى الشارع فى المرتين (عملية يناير وثورة 30 يونيو العظمى) لنجح مخطط الدفع بالإخوان إلى السلطة والذى راحت الولاياتالمتحدة تمهد لحدوثه طوال عقد من الزمان قبل 2011 عبر كل مؤسساتها ومراكز بحوثها وتلقنه للنخب المصرية الجاهلة التى راحت تتحدث عن الإسلام المعتدل، والذى وفقا للمنظور الأمريكى يعنى (الإخوان)! لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع