أخيرا وبعد 8 سنوات صعبة ومريرة عاشتها الأمة العربية مع المرارة والألم والخطر والمعاناة نتيجة الغيبوبة السياسية والفكرية التى سيطرت على العقول ومكنت باعة الأوهام بقوة الدق على طبول الزيف والضلال من السيطرة على مزاج الشارع العربى واستدراجه إلى خنادق اليأس والإحباط من خلال مدافع التشكيك فى كل شيء لكى يسود الانطباع بأنه لا شيء يستحق البكاء عليه حتى لو دمرنا الأوطان وفككنا المؤسسات باسم مقتضيات التغيير.. أخيرا بعد كل الذى عايشناه فى هذه السنوات العجاف يحق لنا بل يجب علينا أن نسجد لله شكرا بعد أن بدأت شمس الحقيقة تسطع فى كل مناطق الظلام على امتداد رقعة الأمة العربية وتساعد على إنارة العقول ومسارات الطرق الصحيحة باتجاه العودة إلى الصواب. لقد أصبحنا بعد خطوات قليلة من استعادة الأمن والاستقرار فى سوريا وليبيا واليمن والعراق وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من إعادة التئام الشمل العربى واستعادة ما انفرط من عقده بعد الخطوة الشجاعة التى اتخذتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين بإعادة فتح سفارتيهما فى العاصمة السورية دمشق بالتزامن مع دخول القوات السورية إلى مدينة منبج وإجهاض المخطط التركى للسيطرة على منطقة شرق الفرات بعد انسحاب القوات الأمريكية منها. والحقيقة أن مصر كانت حاضرة فى كل هذه التطورات الإيجابية منذ نجاحها فى فتح طاقة النور والأمل أمام شعوب الأمة بما أنجزته فى 30 يونيو 2013 لوقف مخطط الفوضى والخراب، ثم ما استتبع ذلك من تحركات واتصالات عبر القنوات المرئية وغير المرئية من أجل وقف التشرذم العربي.. وليس زيارة سامح شكرى وعباس كامل الأخيرة السودان أو مواصلة السعى لتقريب المسافات داخل الساحة الفلسطينية والساحة الليبية سوى جزء يسير من دور مصرى سوف يجيء يوم يكشف فيه النقاب عن دبلوماسية إيجابية أهم أسلحتها هو الصمت والكتمان لضمان الأمان! خير الكلام: إياك أن تعطى الأمان للثعبان! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله