يوم الثلاثاء الماضى وفى قصر المانسترلى أقامت وزارة الآثار بالاشتراك مع مصلحة سك العملة بوزارة المالية احتفالية إصدار ميداليات تذكارية لمسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر، فيما بدا تواصلا مع مناقشات لجنة السياحة بمجلس النواب منذ أسابيع عن أهمية هذا المسار وضرورة الاهتمام به وتشكيل لجنة مصغرة لمتابعة أداء الحكومة بشأنه، وقد اكتسب الأثر أهمية إضافية حين باركه بابا الفاتيكان واعتمده كأيقونة حج إلى مصر بما يمهد أن تصبح زيارة مسار العائلة المقدسة فى بلدنا ضمن الحج المسيحى، ولقد تأخر الاهتمام والتركيز الحكومى المصرى على هذا الأثر لعهود وعقود، وربما لولا كتابات الأثرى العالمى د. زاهى حواس وبعض الأفلام التسجيلية لكان الاهتمام بمسار العائلة المقدسة قد بهت وتآكل.. هذا نموذج لموقع تاريخى ودينى يقع فى عدد من محافظات مصر تمتد من سيناء إلى دير المحرق بأسيوط، ويمكن أن يكون مقصدا سياحيا بعيدا عن المواقع التقليدية المعروفة، وينبغى أن نستعد كيما ندشنه (بما له من ثقل روحى كبير) ليصبح أحد أسباب تدفق السائحين على مصر، وتعزيز قوتها الثقافية والتاريخية.. إن إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر وإعداده لاستقبال الحجيج المسيحيين ينبغى أن يتم على نحو مدروس وبحذر شديد سواء فى الترميم أو التنظيف أو إلحاق وحدات الخدمات به درءا لاحتمالات التشويه والتلطيش التى برعنا فيها عبر فهم التعامل مع (إحياء الأثر التاريخى) على أنه (دهانه) أو (نقاشته) أو تزويده بالمطاعم والمقاصف ذات الطراز الفج الذى يخدش الاستغراق فى المشاعر الروحية التاريخية.. قطعا فإن إصدار الميداليات التذكارية هو عمل محترم ولائق ولكن هناك العشرات من الأعمال ينبغى إنجازها فى هذا الإطار ومن المحتم أن يتضمن تشكيل اللجنة المصغرة للمتابعة البرلمانية لأداء الحكومة فيما يتعلق بالمسار المقدس عناصر من المتخصصين ليس فقط فى الآثار، وإنما فى اللاند سكيب (تنسيق الفراغات) والمواصلات والتأمين (دون إفساد لمشاعر الحج نفسها) ومراقبة نوع وشكل السلع التى يتم تداولها وترويجها على طول المسار، ولإصدار الكتب وإعداد الأفلام المتعلقة بهذا المسار، وأهم من ذلك كله تدعيم وتأكيد الوعى العام لدى المصريين بجميع أجيالهم حول الأهمية الخاصة التى يمثلها مسار العائلة المقدسة على أرض الوطن. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع