مايجرى على أرض مصر حاليا يفوق الخيال لن أتحدث عن مشروعات عملاقة أو شبكات طرق إقليمية أو مصانع حديد ورخام أو مزارع أسماك وصوب زراعية أو مشروعات إسكانية متعددة المستويات، أو مدن جديدة بأعلى المواصفات العالمية.. ولكن أتحدث عن حملة صحية طال انتظارها.. حملة 100 مليون صحة.. شاءت ظروفى أن أنتقل الأسبوع الماضى بين القاهرة وثلاث من محافظات الدلتا. وما لاحظته فى الوحدات الصحية القروية والمستشفيات الكبرى بالمدن .. ومحطات مترو الأنفاق، وعلى نواصى الشوارع أمر يبعث على الاطمئنان والثقة بالنفس الدولة توجه بوصلتها نحو أهم وأخطر عنصر من عناصر التنمية والاستثمار وهو المواطن.. وذروة الاهتمام به تبدأ بالصحة ثم التعليم .. تعلمنا منذ الصغر ..العقل السليم فى الجسم السليم وقد آن الأوان لتزيح الدولة عن مواطنيها أدران سنوات من الإهمال والتجاهل وسوء التقدير .. سمعت حكايات كثيرة من أهالينا وسعادتهم بهذه الحملة المنظمة المنضبطة، والبعيدة عن العشوائية والارتجال وكاميرات التصوير.. كتائب من الأطباء المدربين وجيوش من الفنيين والمساعدين فى معامل التحليل المعتمدة ينتشرون فى ربوع المحافظات وفق برنامج الحملة الذى تتتابع فاعليات مرحلته الثانية.. وبأحدث الأجهزة يكشفون للمواطن لصانع القرار الحالة الصحية والأمراض الشائعة. والمهم المواجهة الشاملة لفيروس C الذى استوطن أكباد عدد لابأس به من المصريين.. حتى الآن تجاوز عدد المفحوصين فى منتصف المرحلة الثانية عشرين مليونا ومن يثبت مرضه يٌحَلْ إلى أقرب مستشفي، ويتلق العلاج مجانا.. سكر وضغط وفيروس C .. تحية تقدير لكل المشاركين فى هذه الحملة الحضارية التى تعيد اكتشاف وبناء الانسان المصرى.. ونقول لمن وضعها تحت رعايته «ربنا يديك الصحة». لمزيد من مقالات أحمد عبدالحكم