تعجبت من ردود الفعل تجاه مطالبة الرئيس للمصريين بضرورة التمتع بصحة أفضل، وذلك من خلال تقليل أوزانهم وزيادة حركتهم، فقد غاب عن البعض من لم يظهر الإهتمام الكافى بدعوة الرئيس، أن الإنسان السوي (صحيا وبدنيا وخلقيا)هو الهدف الحقيقى لخطط التنمية التى تشهد حراكا وزخما هائلا على أرض الكنانة. ولم تكن تلك المرة الأولى التى يلفت فيها الرئيس الأنظار الغافلة إلى ضرورة الانتباه للصحة العامة للفرد وتبدأ بتخفيف الأوزان كون السمنة نقطة اقتحام أمراض الضغط والسكر والكوليسترول للجسم، ونذكر أن الرئيس قد نبّه لنفس المشكلة التى لا تقل أهمية عن أى قضية قومية أخرى خلال منتدى الشباب تعليقا على زيادة وزن الطلاب داخل الجامعات. وضع الرئيس حلولا سهلة لتلك المشكلة بمطالبته الشعب عدم الاعتماد كلية على السيارات والمواصلات العامة، ومنح الفرصة لأجسامهم للحركة، ووجه النصح للأجيال الشابة بالانخراط فى مسابقات رياضية بالجامعات والمدارس ومراكز الشباب، وكان الرئيس حاسما حين وجه باعتبار الرياضة مادة أساسية بالمدارس والجامعات. ملاحظة الرئيس ازدياد أوزان عدد كبير من المصريين وهو ماكشفت عنه حملة (100 مليون صحة)،اعتبرها البعض ملاحظة ثانوية بزعم أن هناك قضايا أهم تشغل المجتمع، لكن غاب عن هؤلاء نقطتان،أولاهما: أن السمنة لا تعود أضرارها على صاحبها فقط، فالمجتمع سيتحمل تكلفة علاجه من الأمراض التى تلازم السمنة وهو ما قد يحرم مريضا آخر من العلاج رغم أنه أكثر حرصا على صحته لكن نهشه المرض من غير بوابة السمنة التى يتحمل مريضها فى معظم الحالات مسئولية مرضه بسبب عدم تناول الطعام الصحى أو الإفراط فى الطعام الدسم. ثانيتهما:أن الرئيس أعاد التذكير بجماليات الدين الإسلامى الذى اهتم بالإنسان روحا وبدنا، فدعا للاهتمام بالجسد والأخذ بأسباب قوته،ونتذكر حديث النبى الكريم(المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير)وقوله عليه السلام(إن لبدنك عليك حقا). وكان أمر الله للمؤمنين فى قوله:(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل). دعوة الرئيس للمصريين اعتبرها مشروعا قوميا للارتقاء بهم جسديا وعقليا وروحيا وأخلاقيا،وهو المشروع الأهم لأنه يهتم ببناء الإنسان الذى بدونه لا قيمة لأى مشروعات أخري. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين