في إطار الولع العالمي بالحضارة المصرية القديمة، ذكر تقرير لموقع «ناشيونال جيوجرافيك» أنه في الوقت الذي لم تصل فيه امرأة حتي الآن لمنصب الرئيس في الولاياتالمتحدة ، تمكنت المرأة في مصر الفرعونية قبل 3 آلاف عام من الوصول لسدة الحكم وكما أوضحت الكاتبة كارا كوني في كتابها الجديد «يوم حكمت النساء العالم .. 6 ملكات من مصر» ، فإن ملكات مصر الفرعونية استطعن الحفاظ علي استقرار مجتمعاتهن في أوقات الاضطرابات. وأكدت الكاتبة أن أهم الدروس المستفادة من حياة ملكات مصر هي أنه في الوقت الذي يؤكد فيه الكثيرون أن المشكلة الأكبر في حكم المرأة يتمثل في عاطفتها، فإن حكم هؤلاء النساء يدل علي أنهن استخدمن هذه العاطفة في نشر السلام وعدم اللجوء للعنف أو إعلان الحرب واتخاذ قرارات أكثر دقة وبلا تهور. وأوضحت الكاتبة في حوار عبر الهاتف مع «ناشيونال جيوجرافيك» أسباب ولعها بملكات مثل حتشبسوت وكليوباترا وماذا كانت تمثل هذه النساء بالنسبة لمجتمعاتهن ولنا أيضا في مجتمعنا الحديث. وأشارت كوني إلي استخدام كليوباترا ذكاءها الحاد وشخصيتها القيادية، فضلا عن إنجابها الكثير من الأبناء الذين ولتهم فيما بعد السلطة علي أجزاء مختلفة لامبراطوريتها الشرقية في مواجهة الامبراطورية الرومانية. وتابعت أنه علي الرغم من أن صورتنا الذهنية عن كليوباترا أنها امرأة شديدة الجمال ، فإن العملات المعدنية التي تحمل صورتها تكشف أنها لم تكن بهذا الجمال لكنها أسرت الكثيرين بذكائها ولباقتها في الحديث. أما عن نفرتيتي فذكرت كونى أنها أنقذت مصر في مرحلة حرجة من تاريخها وأنها من أكثر القيادات النسائية نجاحا حيث تمكنت من القضاء علي الفوضي التي تسبب فيها من حكم قبلها من الرجال.وأشارت إلي أنها استخدمت عاطفتها ومحبتها في السلام لإعادة الاستقرار للبلاد ولم يكن لديها طموح في الحكم لدرجة أنها أخفت كل الأدلة علي ضلوعها في السلطة. وعن حتشبسوت، قالت كوني إنها تراها «مثالية» ونجحت في إرساء حكم ونفوذ يتسم بالسلام وعدم الاعتداء ، وأن هذه الملكة تعرضت لظلم كبير بعد أن أزال من خلفها من حكام آثار إنجازاتها من علي جدران المعابد.