تزامن هذا الأسبوع مع الاحتفال بالذكرى السبعين لإطلاق الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، الذى أقرته الأممالمتحدة فى 10 ديسمبر 1948. هذا الإعلان جاء دستورا لجميع الناس والدول و أعطى لكلِّ فرد الحقُّ فى الحياة والحرِّية والأمان والتعليم وغيرها، ورغم ذلك فالأفعال القبيحة زادت بفجاجة، لدرجة أننا أصبحنا نعيش فى عالم شرير.. عالم يتلذذ بالقتل والتشريد وقهر الضعفاء وممارسة الفوضي والقمع بكل الصور سواء عن طريق الاستعمار أو بالتركيع السياسى والاقتصادي.. فالنزاعات الإقليمية أو الحروب الأهلية، خاصة التى تشهدها منطقتنا العربية وغيرها لم تتوقف، لأن هناك من يقبضون ثمن الدم، والنتيجة تفشى مشكلات الفقر والجوع وتشريد الأطفال والنساء وغيرهم.. وهذا ما يعترف به صراحة كثيرون ويؤكده مسئولون بمفوضية حقوق الانسان ومنهم محمد النسور رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى حديثه للزميل سلمان إسماعيل بصحيفة الوطن (9ديسمبر2018). فأى حقوق تلك التى يتحدثون عنها وهناك عنف لا يتوقف ضد الإنسان، حتى فى فرنسا التى تعانى الآن الفوضى العارمة عقب اندلاع احتجاجات جماعات السترات الصفراء، فهى واحدة من أبرز الدول التى مارست الاضطهاد واستعمرت قرابة 32 دولة عربية وإفريقية وأجنبية ويكفى أن دولة مثل الجزائر ضحت بمليون ونصف المليون شهيد على مدى 130 عاما فى سبيل التحرر من الاستعمار الفرنسى البغيض الذى كان يقيم لهم حفلات للذبح المنظم فى أحداث لن ينساها التاريخ ولن يطويها الزمن، وكل ذلك لأن فرنسا كانت تحلم بامبراطورية التوسع على حساب كل الإنسانية وهى تشرب الان من كأس الفوضى رغم أنها دولة عانت استعمار الألمان لها..وهذا ليس معناه الشماتة أو الموافقة على ما يحدث فى باريس بل للتأكيد أن الإنسان يعيش بلا حقوق وأن أصحاب السلطات العليا سواء كانوا بشرا أو قادة دول كبرى يدهسون الضعفاء دائما.. فهل يتوقف العالم عن صناعة أفعاله الشريرة ضد بعضه بعضا.. وهل نعود إلى المفاهيم والقيم إلانسانية الحقيقية.. وليس مفاهيم التسلط والاستحواذ والقهر؟! لمزيد من مقالات أحمد فرغلى