{ حسام العنتبلي المحامي بالنقض: ها هو بريدك الأسبوعي يفاجئنا كعادته بمشكلة أو معضلة «طوق الياسمين» الاجتماعية، الشرعية، والعاطفية» التي جمعت بين المشاعر الجارفة المتلهفة من ناحية، والأفكار المتناقضة المتعارضة من ناحية أخرى، فهي تشير إلى صديق اختلطت لديه دواعي الواجب والنخوة بمشاعر الرغبة والنزوة، فراح يلقي بشباكه المٌحكَمة، وسطوته النافذة على أمرأة يعانى قلبها الحرمان والوحدة، ويتوق ضعفها إلى رجل قوى تنقاد له وتأتمر بأمره، فأوقعت نفسها في براثن هذا الصديق المغامر والمتسلط، فأما حرمانها فيبدو من اجترارها ذكرياتها مع زوجها الذي لم يمهله القدر لرعاية أنوثتها بالحنان والحب، وبرحيله لم تجد أمامها سوى هذا الصديق الذي رأت فيه الرجل الذى تتوق لمثله، فاندفعت نحوه بغير تعقل، واستسلمت لإرادته بغير تفكر، فاستغل ضعفها وسيطر عليها وأملى عليها قراراته، وخطؤها أنها سعت إليه، ولم يسع هو إليها برغم أنه كان بمقدورها الاستعانة بمن حولها كشقيقها أو أبناء عمها لخدمتها، لكنها آثرت الاستعانة به في كل كبيرة وصغيرة وفي كل مهم وهين بلا تريث أو تدبر، فكان ما كان، أما الصديق فهو متسلط، ويشهد بذلك قوله لها « إنك فى داخلك خائفة» لذلك لجأت إلى أضعف أثنين أمامك»، وكذلك عندما ذكرها بتصرف عفوي منها فسره لها بأنه دليل حبها له، وكأنها لم تكن تعلم حقيقة مشاعرها نحوه إلا عندما أخبرها بها، فانصاعت لسطوته وأذعنت لرغبته وقبلت الزواج منه، أما حبه للمغامرة فيتضح في قوله لها «أدعيلي بقى ربنا يقدرني على الحرب دي» يقصد مواجهة زوجته وأولاده برغبته في الزواج منها.. إن الأدوار التي يقوم بها أطرافها تخالف المعتاد، فنجد أن من يقوم بإلقاء شباكه على الآخر هو الرجل وليست المرأة، إذ أغراها ولم تغره، وهو الذي أغواها ولم تغوه، وأن من يفكّر ويدبر ويخطط ويصبر حتى يبلغ هدفه ويحقق غرضه هو الرجل وليست المرأة، وأن المشاعر الجارفة والنفس المتلهفة هنا هى نفس المرأة وليست نفس الرجل، ولا غرابة في أن يصفه ابن عمها بالأسطوري «لما يعلمه عنه ويراه فيه من قدرة وبعد نظر بل والأخطر الشخصية النافذة والإرادة الماضية.. والحق أنك فى ردك صارحت كاتبة الرسالة بالحقيقة المرة التي إن أخَذت بها سلِمَتْ وسَلِم جميع أفراد أسرتها وأصدقائها ومعارفها، وإلا فمن أراد اللوم فلا يلومن إلا نفسه.. وقديما قال الشاعر: لقد نصحتٌكَ إن قبلتَ نصيحتي والنصح أغلى ما يٌباعٌ ويٌوهبٌ ......................................... { محمد حلمي السلاب: تبين رسالة «الهروب إلي العذاب» أن المشكلات الأخلاقية قد تفشت بعشوائية بشعة، من الغش وبيع الضمائر، والوصول إلى الهدف بأي وسيلة، والرشوة، والخيانة، والكذب، والرياء،وكل هذا القبح نراه يمشي علي قدمين ولا حول ولا قوة الا بالله.. لقد حكي الفيلسوف الوجودي الفرنسي «جابرييل مارسيل» أنه وجد رجلا نائما بعمق فى دورة المياه وفي يده وردة، ووجد الموقف صعبا، فكيف ينام فى هذه الروائح الكريهة، بينما أناس يتمددون علي الحرير وفي عبق الورد، ولا ينامون، وكيف يمسك وردة ويشعر أن رائحتها أقوى من رائحة المخلفات البشرية! لقد وجد الفيلسوف المعني، وهو أن الإنسان إذا اعتاد شيئا فانه يفقد الإحساس به، وقد اعتدنا مآسينا وويلاتنا وسلبياتنا وتواكلنا، ولكن في النهاية لا يصح الا الصحيح، وأن الغاية حتما لا تبررها الوسيلة، وأن الندم سيلاحق من يسلك الطريق الأعوج، وليس الطريق المستقيم وهو الطريق القويم الذي يوصلهم إلي الصلاح في الدنيا والفوز في الأخرة بالجنة والخلود فيها، ولابد أن يستعيد كل واحد نفسه، وبيننا كاتب الرسالة، فكل منا رأي في حياته مرة أو مرات قدرة الله سبحانه وتعالي وهي تزيل ظلما ما كان يحسب أن يزول، أو تحل مشكلة لم يكن يعتقد أن لها حلا أو تأتي بشيء لم يكن يحلم به.. كل هذا حدث لنا جميعا وأتذكر نصيحة للشيخ الشعراوي رحمه الله قال فيها: «إذا تخلت عنك الأسباب فلا تيأس ولا تعتقد أن كل شيء قد ضاع بل ارفع يديك إلي السماء وقل: يارب، وساعتها ستفتح لك الأبواب.. وتتدخل القدرة لتحقق لك ما تريد».. (أمن يجيب المضطر إذا دعاه).. إننا حين تتخلي عنا أسباب الدنيا ويقف شئ ما حائلا بيننا وبين ما نريد فإننا نكون من ( المضطرين، المستجاب دعاؤهم من رب العالمين)، فعلينا بتقوي الله ومخافته في كل صغيرة وكبيرة، وألا نيأس ونجهر بالدعاء، وأن نلزم الاستغفار إذا كانت لنا حاجة، فهو رحيم بنا.. جاء عن مالك بن أنس - رضي الله عنه قال: «بلغني أن رجلا من بعض الفقهاء كتب إلي ابن الزبير، رضي الله عنهما، يقول: ألا إن لأهل التقوي علامات يعرفون بها، ويعرفونها من أنفسهم، من رضي بالقضاء، وصبر علي البلاء، وشكر علي النعماء، وصدق في اللسان، ووفي بالوعد والعهد، وتلا بأحكام القرآن»، وقال طلق بن حبيب - رحمه الله - : «التقوي هي العمل بطاعة الله علي نور من الله، ورجاء رحمة الله، والتقوي ترك معاصي الله علي نور من الله مخافة عذاب الله.» ........................ { أطباء الخير: يتعاون مع بريد الأهرام مجموعة كبيرة من الأطباء فى مختلف التخصصات، ويتولون الكشف على المرضى البسطاء بلا مقابل بموجب خطاب موجه إليهم من البريد، والحق أن هؤلاء الفضلاء يستحقون الإشادة والتقدير, ومهما قلت فى شأنهم فلن تسعفنى الكلمات.. أسأل الله أن يجعل ما يقدمونه من إسهامات طبية فى ميزان حسناتهم ...................... { يتردد على بريد الجمعة كثيرات من ربات البيوت اللاتى يقاسين شظف العيش ويستحين من طلب المساعدة المادية، وكل ما يرغبنه هو شراء ماكينات خياطة عادية وأوفر وأورليه لعمل مشروعات صغيرة تدر عليهن دخلا يساعدهن فى مواجهة أعباء الحياة، وتدبير شئون أسرهن. ............................................... { تبرعات القراء: مع صباح كل يوم تنهال على طلبات القراء البسطاء الذين لا يجدون موردا للرزق يواجهون به متطلبات الحياة ونفقات العلاج الباهظة, وهم لا حول لهم ولا قوة إلا بالله وأجدنى عاجزا عن تلبية احتياجاتهم, لكن الله عز وجل يرسل الخير من عنده, فإذا بأهل الخير يتدفقون على البريد لتقديم المساعدة لمن هم فى حاجة إليها, وهكذا تنفرج الكروب, ويحدث التعاون بين الأغنياء والفقراء, ولمن يسألوننى كثيرا عن كيفية التبرع فإنهم يمكنهم الحضور إلى «بريد الأهرام» بمقر جريدة «الأهرام» لتحديد الحالات التى يرغبون فى مساعدتها, وتقديم المبلغ الذى يتبرعون به والحصول على إيصال به, أو إرسال شيك بالمبلغ مرفق به خطاب يوضح الحالات المطلوب مساعدتها, علما بأن رقم حساب بريد الأهرام هو 0013070302493200062 البنك الأهلى الفرع الرئيسى, وفقنا الله جميعا إلى عمل الخير وتفريج كربات المحتاجين. ....................................... { ركن الدواء: يتردد على «بريد الأهرام» عدد كبير من المرضى يوميا لطلب أدوية «بلافيكس» للقلب و«أفارا 20» للروماتويد وحقن «إيبركس» للفشل الكلوى، ونقدم الأدوية مجانا بناء على تقارير طبية وأبحاث حالة اجتماعية.