حالة من البيات الشتوى تجتاح العالم كإستجابة حتمية لأوامر الطبيعة الكونية يصحبها حالة من الكسل والخمول والرتابة فضلا عن الروتين اليومى وما إلى ذلك،وعليه فقد قرر شخص «فهلوى» أن يتغلب على كل تلك المنغصات الشتوية التى يراها البعض تداعيات رومانسية موسمية، وتفتق ذهنه عن رسالة جنونية من امبراطور المملكة الزرقاء «الفيس بوك» التى يرهول إليها ملايين المصريين بشكل منتظم كأحد أكثر شعوب العالم استخداما لموقع التواصل الإجتماعى هذا..ثم أعد الرسالة التى مفادها أن الفيس بوك نتيجة ازدحامه سوف يصبح بمقابل مادى ومن يريد أن يستخدمه مجانا عليه أن يرسل هذه الرسالة الى أكثر من 10 أشخاص حتى يثبت حجم تفاعله والا سوف يتعطل حسابه! فأعجب شخص آخر بهذه اللعبة وراح يجهز منشورا يستغيث فيه «انكزونى» من فضلكم لأن حسابى مهدد بالخطر وغير متصل ب «الخادم»، وفجأة عج الفيس بوك بالملصقات والنكزات وانفجر الإنبوكس «الماسينجر» بالرسائل الماركية التى تبدأ ب «مرحبا أنا مارك زوكربرج»! لن أخفيك سرا عزيزى القارىء فللوهلة الأولى ظننت وإن بعض الظن إثم أنها لعبة بين الأصدقاء أو دعابة احتفالا باستقبال العام الجديد، ولكن بعدما رأيت شخصيات عامة ومثقفة ومشهورة تستغيث «انكزونا» والكثير من متابعيهم يعلقون بملصقات، هنا عجز اللسان عن الكلام واشتط جنونى ورأيت كارثية ما حدث فى عدة نقاط: علينا الإعتراف بأننا نعانى من أمية اتصالية وجهل تكنولوجى حاد فى استخدامنا وسائل التواصل الإجتماعى فقد هرولنا نحوها دون أن نعرف شروطها وأدواتها ولم يخبرنا أحد أن «النكز» ما هو إلا حركة إلكترونية تعنى لفت الإنتباه للشخص المنكوز وكأنك بتقوله «نحن هنا» ليس أكثر من ذلك وليس لها أى علاقة نهائيا بتنشيط الصفحات او الحساب، ولكن قد يستخدمها مهاويس الفيس بوك للإلتفاف حول منشوراتهم فترتفع اعداد الإعجاب والتعليقات وتكون الفائدة الوحيدة أن تنتفخ عضلاتهم الرقمية وفقط! نحتاج إلى توعية وتعليم بجرعات أكبر فى علوم التكنولوجيا الإتصالية على مستوى المدارس والجامعات ووسائل الإعلام. أصيب الشعب بحالة فوبيا من مصطلح «التسعيرة» أو تحمل أية أعباء مادية جديدة وبصفة خاصة على منفذهم الإتصالى الأشهر وهو ما لن يحدث أبدا خطورة تلك المواقع لا تكمن فقط كونها وسائل للمراقبة والتجسس على المجتمعات وقياس الرأى العام ولكنها وسيلة غنية وغانية لترويج الشائعات والتحطيم المعنوى لجموع الشعب وهو ما حدث مؤخرا فى احداث كثيرة.. وتتبقى نتيجة إيجابية واحدة وهى أننا شعب نتكاتف حين نستشعر الخطر، ونقدم العون والمساعدة لبعضنا البعض حين تتضخم المشكلة وتصبح ظاهرة على طريقة «أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على مارك «! واتمنى ألا تكون مجرد شهوة لإتباع القطيع. لمزيد من مقالات د.هبة عبدالعزيز