لماذا لا نستغل مياه الأمطار والسيول التى تسقط على الإسكندرية والساحل، فى التنمية والتعمير.. لقد أصبح من المؤكد أن التغيرات المناخية سوف تتسبب فى ارتفاع منسوب المياه بالبحار والمحيطات، مؤدية بذلك إلى احتمال غرق الأراضى المنخفضة بالدلتاوات التى تواجه تلك البحار والمحيطات، وأن منطقة الدلتا معرضة لتلك المخاطر، وسيؤدى ذلك إلى بوار الأراضى الزراعية بهذه المنطقة وقلة إنتاجيتها الزراعية، مما يستدعى ضرورة التخطيط لاستيعاب النمو السكانى واحتياجاته من الأراضى الزراعية لتوفير المنتجات الزراعية والحيوانية، وباقى احتياجات التنمية العمرانية، فلماذا لا نفكر فى استخدام مياه الأمطار التى تسقط على الإسكندرية ومياه الصرف الصحى بتجميعهما وتوجيههما من خلال شبكة من المواسير تحت الأرض لنقل مياه هذه الأمطار والسيول إلى منخفضى وادى النطرون والقطارة لاستخدام هذه المياه بعد قليل من المعالجة فى أنشطة التنمية الزراعية والصناعية وغيرها من الأنشطة الخدمية فى هذه المنخفضات، حيث يمكن استغلال فرق المنسوب لتنساب المياه فى هذه الشبكة دون الاحتياج إلى طاقة لدفع المياه فيها، ونكون بذلك قد أضفنا موردا جديدا للمياه لمواجهة تحديات نقص الموارد المائية فى مصر بأسلوب غير تقليدي، وهو مشروع طموح، ولن يصعب علينا بعد أن أقمنا السحارات تحت قناة السويس وهى أكثر صعوبة وتعقيدا . د. مهندس سامى على كامل كلية الهندسة بالمطرية جامعة حلوان