مصر كانت محط أنظار العالم خلال الأيام الماضية،الميديا العالمية وجهت مراسليها الإقليميين للتفرغ لتغطية حدث جلل هزّ البلاد، وأعلنت الصحف العربية والأجنبية حالة الاستعداد بين مراسليها بالقاهرة لرصد حالة الجدل والتطاحن فى الرأي، ومتابعة سخونة الصراع الفكرى الذى نشب بين أغلبية وأقلية،والسبب فستان الفنانة! ربما لم تثر من قبل الأعمال الدرامية للفنانة صاحبة الفستان (الملعون) انتباه معظم من تناولوا الرداء المكشوف الذى ظهرت به خلال مهرجان سينمائي،ولعلها تعيش الآن أسوأ حالة عدم اتزان يمكن أن يمر بها إنسان،فقد حظيت الآن بشهرة كسرت العالمية وهى التى كانت قبل واقعة الفستان محدودة الجماهيرية، ولم تكن تتصور يوما أن تكون (تريند) أو صاحبة واقعة يسلط عليها الإعلام الغربى الضوء بكثافة، لكنها ولسوء حظها حين أتت الشهرة الطاغية باتت مهددة فى حريتها بسبب تكالب الدعاوى القضائية التى تتهمها بالتحريض على الفسق والفجور وخدش الحياء العام. تساءلت شبكة (بى بى سي) هل (فستان الفنانة) حرية شخصية أم للمجتمع رأى فيه؟ وتحدثت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن كون مصر بلدا محافظا وبالتالى ما حدث مع الفنانة من جدل أمر متوقع، وأيدت نفس الرأى وكالة (أسوشييتدبرس) وصحيفة (الديلى ميل) البريطانية وغيرها، وأعتقد أن الميديا الغربية وضعت يدها على أصل القضية التى أرى أنها تلقى بظلالها على قضية تجديد الخطاب الدينى المثارة بقوة حاليا. فقبل أن تعتذر (الفنانة) عن ما أتت فى مواجهة غضبة مجتمعية عارمة، أخذتها العزة بالإثم معتبرة ما ترتديه حرية شخصية ومظهرا من مظاهر التحضر فى المهرجانات العالمية وأن منتقديها من الرجعيين، وأيدتها أقلية اعتبرت الواقعة حدثا فارقا يحتم الإسراع بتجديد الخطاب الدينى ظنا بأن هذا التجديد يعنى هدم الثوابت الدينية والقفز فوق تقاليد المجتمع المحافظ. ونحن بدورنا نشد على أيدى القائمين على تجديد الخطاب الدينى بالإسراع فى تنقية الدين من الشوائب وإحياء الأصول والثوابت ونفض الغبار عنها،وتنقية الأفكار والمعاملات بما يتفق وروح العصر بعيدا عن الغلو والتعصب،حتى نحرم دعاة الانحلال من حججهم ونزيل الغشاوة عن الشباب التائه بين التمسك بدينه أم بمظاهر الحضارة. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين