مشاهد متكررة و غريبة عن المجتمع المصرى يشهدها المجتمع فالمرأة تخرج عن شعورها و تلبس عباءة الرجل و تمارس العنف اللفظى أو الجسدى فى الشارع وداخل المنازل فى العلاقة بين الزوج و الزوجة ، وتلك الوقائع أصبحت بالعشرات فى أروقة محاكم الأسرة وداخل مكاتب النزاعات الأسرية بالإسكندرية التى تقوم بمحاولة التقريب بين الازواج قبل بدء درجات التقاضى المتعلقة بالطلاق او الخلع أو حضانة الأبناء و تظهر من خلالها وقائع إعتداءات من الزوجة على الزوج . كما ظهرت بشكل كبير فى إحصائيات نيابات الأسرة بالإسكندرية و محاضر الشرطة بالاضافة الى ما أكده الدكتور وليد هندى إستشارى الصحة النفسية بسرده لإحصائية المركز المصرى للبحوث الاجتماعية و الجنائية ان المرأة المصرية الأولى عالمياً فى ممارسة العنف الأسرى و أن 30% من النساء يضربن أزواجهن استناداً إلى محاضر الشرطة ومحاضر الاستقبال فى المستشفيات بالاضافة الى استطلاعات رأى شرائح مجتمعية فى الإسكندرية ، كما أوضحت الدراسة ان المرأة المتعلمة أكثر أستخداماً للعنف من الأقل تعلماً و ارتفاع تلك الظاهرة فى الشرائح الغنية و المتوسطة عن الفقراء وفى المحافظات الحضرية و خاصة الاسكندرية كانت النسبة الأكبر لتلك الحالات بينما انخفضت الى ما يتراوح من 10الى 20%فى المحافظات ذات الطابع الريفى و أن أغلب حالات الضرب تكون كرد فعل للممارسة العنف من الزوج او اختزال للمواقف و ذكريات تعرضت فيها المرأة للعنف او القهر . واشار الدكتور هندى أن المرآة فى المجتمع المصرى و السكندرى شهدت نقلة نفسية فى السنوات الاخيرة فبعد ان كانت تقاتل من اجل من حقها فى التعليم اصبحت فى مرحلة التمكين من خلال استقلالها و تقلدها للمناصب المهنية و تزاحم الرجل بل و تتفوق عليه فى مختلف المجالات بالاضافة للحقوق القانونية المتعلقة بالحياة الزوجية من خلال دعاوى الخلع مما تسبب فى تحول نفسى فى التعامل مع الازواج . كيفية التغلب على العنف النسائي وقدم الدكتور وليد هندى نصائح للمرأة للتعامل مع الشجارات الزوجية و المواقف التصادمية فى الحياة و هى الابتعاد بشكل كامل عن رد الفعل الوقتى و المباشر حتى لا تتحول الى رد فعل لا تستطيع السيطرة عليه بالاضافة الى الايمان بمفهوم ان العنف لايحل مشكلة و امتصاص المواقف السلبية و اعادة سرد الوقائع فى هدوء واستخدام الذكاء الاجتماعى بعدم تصعيد المواقف مع الزوج و الترفع عن الصغائر و عدم مناطحة الزوج و ان يتعامل الزوجان باعتبارهما وحدة واحدة فى مواجهة اشكاليات الحياة و صعوبتها و العودة دائما الى الخبرات الايجابية بين الزوجين و خلق مساحات من العطف و الحب و المودة و الرحمة كرصيد نفسى و اجتماعى آمن لحياة زوجية مستقرة . و أوضح الدكتور ايهاب مجاهد استاذ الاجتماع و الاعلام بجامعة الاسكندرية الى أن الرجل تخلى عن الكثير من ادواره خلال السنوات الماضية المتعلقة بالدفاع عن المرأة وحمايتها الشخصية و الانفاق الكامل عليها مما تسبب فى انتشار ظاهرة المرأة المستقلة وتغيير ثقافة المرأة فى التعامل مع الرجل و فى حياتها الشخصية بالاضافة الى تعرضها لضغوط حياتية فى العمل و الحياة اليومية بالاضافة لمسؤليتها الاجتماعية فى رعاية الابناء و توفير الاحتياجات اليومية للاسرة مما يفرض عليها ضغوطا نفسية اكبر من تحملها فتأتى لحظات الانفجار و ردود الافعال الغريبة عن المجتمع المصرى و تقاليده و عاداته مشيرا الى انتشار ظاهرة المرأة المعيلة التى تقوم بالانفاق التام على الاسرة اما لغياب الزوج او الطلاق او تعطله عن العمل و التى ارتفعت فى السنوات الاخيرة و طبقا لاحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة و الاحصاء فان نسبة المرأة المعيلة التى تقوم بالإنفاق على الاسرة ارتفعت من 16% فى عام 2010 الى 30% فى عام 2015 ممافرض ضغوطا على المرأة و ساهم فى تغير سلوكها الاجتماعى مشددا الى ان ظاهرة المرأة المعيلة بكل جوانبها الاقتصادية و الاجتماعية و النفسية تحتاج الى مساندة مجتمعية و حلول اقتصادية و تنموية .