ردود أفعال واسعة شهدتها شبكات التواصل الاجتماعى بعد مقابلة الرئيس السيسى الفتاة «مروة العبد» سائقة التروسيكل التى تعيش فى قرية البعيرات بالأقصر باعتبارها نموذجا مشرفا لشباب وسيدات مصر وقدوة يحتذى بها فى الكفاح والعطاء والإصرار. ردود الأفعال جاءت لتؤكد أن مقابلة الرئيس هذه الفتاة المصرية الأصيلة التى تعمل وتعرق من أجل لقمة العيش يعيد لنا الأمل فى أن مثل هذه النماذج مازالت ترى تقديرا من الجميع حُكاما ومحكومين، وأن كل من هو مثلها يستحق الإشادة والتقدير.على الجانب الآخر جاءت ردود أفعال أصحاب نفس الرأى الأول لتنتقد بشدة ماقامت به إحدى الفنانات بظهورها بملابس لاتليق فى ختام مهرجان القاهرة السينمائى أمام الكاميرات والشاشات، واعتبروا أن هذا المشهد يُقدم صورة سلبية عن فنانى مصر والفن المصرى، ولايتسق مع عاداتنا وتقاليدنا، وتم الربط بين الصورتين تأكيدا للمعنى بين الفتاة الأولى والفنانة الثانية. ردود الأفعال هذه تشير من وجهة نظرنا إلى أن مجتمعنا مازال يتمسك بعودة بعض مما فقدناه من منظومة قيمنا التى تنظر بعين العيب للمشاهد التى لا تليق بنا، وتُعيد إلى الأذهان أن الحرية يجب ألا تتعدى حرية الآخرين، خاصة عندما تصدر عن بعض المشاهير من أهل الفن وغيرهم . إن تكريم الناس للفتاة الصعيدية التى تكد حتى تعيش هى ومن حولها، واستياءهم من ممثلة حاولت أن تلفت النظر بملابس خارجة عن سياق مجتمعنا رغم شهرتها، إنما يؤكد أن هناك أملا فى استعادة قيمنا، وتفتح بابا جديدا من أن الأخلاق والاحترام للنفس وللآخرين مازال يجد مكانه بين الناس فى زمن صعب بات من السهل فيه أن يبيعوا بعضهم البعض رُبما بثمن بخس!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى