تقع الأحداث متناثرة هنا وهناك، قد لا يلتفت أحد إلى أنها مترابطة مدبرة، وقد يرى آخرون خيوطا تربطها فى إطار ما يسميه البعض المؤامرة لتسيير أمور العالم بيد محركين سريين تحدث عنهم كثيرا التاريخ. تساؤلات تتبادر للذهن فى ظل اتساع نطاق تحدى الإدارة الأمريكية للعالم سواء لحلفائها أو لخصومها، رغبة فى تحقيق مصالحها أولا. الأيام الماضية وقبل انطلاق قمة مجموعة العشرين فى الأرجنتين اندلعت أعمال شغب وتخريب على نطاق واسع بفرنسا وقفت وراءه ماتسمى جماعة السترات الصفراء، لتذكرنا بما تعرضت له الدول العربية فى 2011 من تخريب ونهب وفوضى. كان الرئيس الفرنسى - تدعمه ألمانيا- صاحب إعادة طرح مسألة تكوين جيش أوروبى موحد ردا على ضغوط واشنطن، واستفز إعلان فرنسا الرئيس ترامب. وتعرضت طائرة المستشارة الألمانية ميركل لخلل فنى بعد إقلاعها من برلين متجهة إلى الأرجنتين وهبطت اضطراريا بألمانيا ليتأخر وصولها لما بعد بدء قمة العشرين. ومن قبل تفجرت مجددا أزمة بين روسيا وأوكرانيا، بسبب ما وصفته روسيا بأنه اختراق سفن أوكرانية لمياهها وأعلن الرئيس ترامب إلغاء لقائه بنظيره الروسى على هامش القمة. وعشية وصول ولى العهد السعودى المشارك فى قمة العشرين أعلنت الخارجية الأرجنتينية أنها وجهت استفسارا للنائب العام الأرجنتينى بشأن وضع ولى العهد السعودى من مشاركته بالقمة واستقباله فى ضوء ما يثار حول مقتل الصحفى خاشقجى، وهو مايمثل انعدام اللياقة الدبلوماسية. المفترض فى قمة العشرين أن تتناغم الأصوات فيها لتتمكن من بحث رصين لأوضاع العالم الاقتصادية والسياسية التى تتسم بالتوتر. والأجواء التى يجتمع فيها حلفاء تسودهم روح القلق والتشكك،هل تمكنهم من طرح حلول عملية منصفة ومقبولة؟ لمزيد من مقالات إيناس نور