كلما حاولت الهروب من الكارثة التى لحقت بأسرتى، أجدنى أهرب إلى لون جديد من ألوان العذاب، حتى أصبحت أيامى كلها جحيما لا يطاق، فقررت أن أكتب إليك بمأساتى عسى أن تخفف عنى كلماتك بعض ما أعانيه، فأنا رجل فى الخامسة والخمسين من عمرى، وأعمل فى وظيفة مهمة بشركة حكومية فى محافظة ساحلية، ولدىّ بنتان إحداهما متزوجة وحاصلة على مؤهل عال، والأخرى فى عامها الأخير بالجامعة، ومخطوبة لشاب يعمل فى جهة كبرى، وقد جمعتنى مع أمهما حياة مستقرة، وهى تعمل فى إحدى الشركات بمرتب معقول، وتربطنا بالأقارب علاقات صداقة وأخوة قائمة على المودة والاحترام، ومنذ زواجنا وأنا أعلم أن ابن خالتها الذى تردد علينا كثيرا، هو أخوها من الرضاعة، وميسور الحال، ويملك شركة خاصة، ووجدته عطوفا وحنونا، ولمست فى زوجته الأدب والأخلاق والجمال، ولا أستطيع أن أصف لك مدى الحب والعطف اللذين غمرانا به، بل والمساعدات المادية منه ومن زوجته أحيانا، وفى مقابل ذلك اهتمت زوجتى بهما اهتماما بالغا، وجمعتنا لقاءات كثيرة، فلم أجد فى الرجل غير التدين والالتزام، ولاحظت أنه يراعى الله فى معاملاته، وأحاديثه، وعلاقاته بالآخرين، وكان يغدق الهدايا على ابنتىّ فى المناسبات، ومنذ حوالى ثلاث سنوات أدت زوجتى العمرة إلى بيت الله الحرام، فأحضر لها كل المستلزمات وسلمها لها بصحبة زوجته التى بدت متزنة وعاقلة كما عهدتها دائما، لكنها فى ذلك اليوم لم تكن كذلك، إذ نظرت إلىّ نظرات غريبة لم أجد لها تفسيرا، فهى ليست نظرات من النوعية التى قد تتبادر إلى الأذهان، وإنما هى نظرات استعطاف وتعجّب فى الوقت نفسه، ولم أتوقف كثيرا عندها، ومرت الأيام والحياة تسير بنا فى هدوء، ولم يعكر صفونا شىء، ومضت علاقتنا مع ابن خالة زوجتى وأسرته على ما يرام، وكنا نقضى معهم عدة أيام كل فترة فى فيلته بالساحل الشمالى، ونستمتع معا بالبحر والهواء النقى، والطعام الجيد، واعتبرت الفيلا المطلة على البحر مباشرة هى بيتنا الثانى، فنذهب إليها وقتما نريد، وكثيرا ما كنا نرتادها فى أيام الأجازات، وكلنا سعادة بهذا الجو العائلى الذى يتسم بالحب والإيثار. وذات يوم استقللت سيارتى إلى عملى على غير العادة، إذ لا أستعملها كثيرا نظرا لأنها سيارة متواضعة، وأستخدم أتوبيس الشركة بدلا منها، ولكن فى ذلك اليوم، كنت على موعد مع عدد من زملائى للذهاب إلى منزل أحد زملائنا لتعزيته فى وفاة والدته، واصطحبت ابنتى لتوصيلها إلى الجامعة، وبعد أن اطمأننت عليها، شققت طريقى إلى عملى، وبينما كنت أقود سيارتى لمحت سيارة ابن خالة زوجتى الفارهة فى الإتجاه المقابل، فنظرت فيها بإمعان، فرأيت سيدة تجلس إلى جواره، وتدخّن بشراهة، ولم تكن هذه السيدة سوى زوجتى، ولم يشعرا بى، ودارت رأسى، وتزاحمت علامات الاستفهام فى عقلى، وانتابتنى غصة شديدة، وجفاف فى الحلق، ومع ذلك تحاملت على نفسى، وأسرعت وراء السيارة التى انطلقت بسرعة هائلة لم تجارها سيارتى، فلم أجد بدا من أن أتوقف قليلا عند أحد المقاهى الواقعة على الطريق، واسترحت فيه عدة دقائق وتناولت كوبا من الماء، وفكرت فيما يمكن أن أصنعه، وقد لعب الشيطان برأسى، وفى النهاية أقنعت نفسى بأنه لا شىء مستحيل، فاعتذرت لزملائى عن المجىء إلى العمل لظروف طارئة، واتجهت إلى شركة ابن خالة زوجتى، فلم أجد سيارته فى المكان المعتاد لانتظارها، فسألت رجل الأمن عنه، فأخبرنى أنه سافر إلى القاهرة، فاطمأن قلبى بعض الشئ، لكن الشك لم يغادرنى، فقررت أن أقطعه باليقين، وعلى الفور ذهبت إلى الساحل الشمالى قاصدا الفيلا التى اعتدنا قضاء الإجازات بها، ووصلت إليها بعد ساعة أو أكثر قليلا، وكانت المفاجأة أن سيارته مركونة بجوار الباب، ورأيت حارس الفيلا المجاورة، وهو ينظر إلىّ مشدوها، وكأنه يريد أن يقول لى شيئا، فاقتربت منه، وقبل أن أنطق بكلمة واحدة، بادرنى بقوله: «ربنا يستر على ولايانا، دى مش أول مرة ييجى مع الست دى، دول مع بعض من سنين»، فطلبت منه أن يدق جرس باب الفيلا، فتردد، فرجوته، وألححت عليه فى الرجاء، بأن يخبره أن محصّل الكهرباء يريد قراءة العداد، فوافق بعد جهد كبير، واختبأت إلى جانب الباب لكى لا يرانى ابن خالة زوجتى من «العين السحرية»، وعندما دق الحارس الجرس أكثر من مرة، سأله: «ماذا تريد يا عم ....»، فرد عليه بأن موظف الكهرباء يريد أن يأخذ قراءة العداد، فقال: وأين هو الكشاف، وفتح الباب وجعله مواربا، وكان يرتدى شورتا، وهنا أسرعت نحو الباب، ودفعته بقوة، فأصابه ذهول تام، وجريت نحو غرفة النوم، فإذا بزوجتى جالسة فى منتصف السرير، ولا أستطيع وصف المنظر الذى شاهدته، وتأكدت من الذنب العظيم الذى ارتكباه معا، وتمالكت نفسى قدر استطاعتى حتى ارتدت ملابسها، وأخذتها معى، بينما كان ابن خالتها وأخوها المزعوم فى الرضاعة على حالته من الذهول. وطوال الطريق إلى منزلنا ساد صمت تام بيننا، وفكرت فى أن أقتلها، ثم تراجعت، ولما دخلنا البيت لم تكن ابنتى الطالبة قد رجعت من كليتها، فانهلت ضربا فى هذه المرأة بكل قوة، فلم تتحرك من مكانها، وقالت: «اضرب كمان وكمان، أنا غلطانة»، ولما هدأت بعض الشىء، خشيت الفضيحة، وخراب بيتى، فقررت أن أعالج الأمر بشكل هادئ، فطلقتها، على أن تمكث فى البيت حتى زواج ابنتى بعد شهور، ثم اتصلت بزوجة ذلك الشخص، وأخبرتها بكل شىء، فلم يفاجئها كلامى، وقالت إنها على علم بعلاقتهما معا، لكنها آثرت الصمت وتربية أولادها عليه هو شخصيا، فلقد أسقطته من حسابها، لكنها تعطيه حقوقه الشرعية، ولا تريد منه شيئا، وهنا عرفت سر نظراتها لى، باعتبارى «الزوج المخدوع». إننى لا أريد حلا لمشكلتى، فلقد احتويتها، وأنهيت ارتباطى بكل ما يتعلق بهذه الأسرة، ولن أسامح من كانت زوجتى مدى الحياة، لكن قرأت وعلمت أن الله يغفر الذنوب جميعا، فكيف هذا الغفران؟.. إنها تفكر الآن فى أداء العمرة مرة أخرى، فكيف ذلك؟، وماذا أفعل لكى أستعيد نفسى؟.. أرجوك لا تقل لى: تزوّج بأخرى، فلقد كرهت كل النساء، ولم أعد أطيق رؤيتهن أو التحدث إليهن، فبماذا تشير علىّ؟. ولكاتب هذه الرسالة أقول: ليس هناك مبرر على الإطلاق للذنب الذى اقترفته زوجتك مهما تكن الأسباب، ولم يكن بوسعك أن تتخلص من الكابوس الجاثم فوق صدرك أو تصل إلى حل يريح أعصابك، ويجعلك تتخلص من الشكوك والآلام التى سببتها لك، سوى الانفصال عنها.. صحيح أنه فى أحوال كثيرة يكون هناك خيط رفيع من الأمل لإصلاح ما فسد من علاقة الزوجين، إذا اعترف الطرف المخطئ بجريمته، وأبدى استعداده لتحمل عواقب أفعاله وتصرفاته، وتحدث بصراحة عن الأسباب التى أدت به إلى ما ارتكبه من أخطاء، وندم عليها، وطلب العفو والسماح من شريك الحياة.. لكن الصحيح أيضا أنه فى حالتك هذه لا وجود لهذا الخيط، ولم يكن بإمكانك احتواء جريمة زوجتك فهى أكبر من أن يتم تداركها، وقد شهدتها بكل جوانبها، ولم تجد زوجتك، ولا ابن خالتها مخرجا منها، وحسنا أنك اتخذت قرار طلاقها فى صمت وبلا ضجيج.. إنها لم تجد سببا واحدا تبرر به جريمتها، فانكسرت وانطوت، وليتها أدركت أن النزوة لا تدوم مهما تعددت مرات ارتكابها، فالحقيقة التى لا مراء فيها هى أن من تخن تشعر بالدونية؛ وأن من تثق بنفسها لا تخون زوجها الذى ارتضته شريكا لها فى الحياة، وبارك أهلها زواجها به لما فيه من مميزات لا تتوافر فى آخرين أرادوا الإرتباط بابنتهم لكنهم ليسوا بنفس صفاته. من هنا فإن الخطيئة التى وقعت فيها زوجتك السابقة لم يكن لها حل سوى إسقاطها من حياتك، فقلد عاشت سنوات طويلة فى حياة مزدوجة دون أن يرف لها جفن، ثم جرت المقادير فى اتجاه كشفها بعد أن نالت فرصا عديدة سترها الله فيها، لكنها أصرت وعاندت وكابرت، ولم يدر بخلدها أن نهاية أى خطأ مؤلمة، فما بالنا بذنب عظيم كالذى أتته، وكررته كثيرا، واستعذبت الخطيئة، ولم تبال بتداعياتها الخطيرة؟.. لقد كان قرار الإنفصال هو الحل الأمثل برغم قسوته، ولذلك لم تتردد فى اتخاذه بناء على دليل الإدانة القاطع بالوضع الذى شاهدتها عليه فى علاقة آثمة امتدت لسنوات طويلة، باعتبار أنه لا خير فى إمْساك مثلِها، لأنَّ الله - عزَّ وجلَّ - إنَّما أباح نكاح العفائِف اللاتى قال فيهن: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ» [النساء34]، وقال تعالى: «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ» [المائدة: 5]، وقال تعالى: «الزَّانِى لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى المُؤْمِنِينَ» [النور: 3]، ولأنَّها إذا كانتْ كذلِك، لا يؤْمَن أن تأتِى بولدٍ من الزِّنا، فتُلْحِقه بك، وتورثه مالَك، أو تدنِّس عِرْضَك، فإمساكُك تلك المرأةِ لا يجوز؛ وكلامك يبين بوضوح أنَّها كانت سادرةٌ فى غيِّها، ولم تكن الواقعة التى شهدتها مجرد نزوة طارئة، وإنما جاءت فى إطار سلوك شائن مضت فيه عبر السنين دون وازع من دين أو أخلاق، ولذلِك فإمْساكُها فى هذه الحالة يدْخُل تَحت قوْلِ النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «ثلاثة لا يدخلون الجنَّة، ولا ينظُر الله إليهِم يوم القيامة»، وذكَرَ منهم: الدَّيوث، وهو الَّذى يقرُّ الفاحِشَةَ فى أهلِ بيتِه»؛ وقال تعالى: «الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ» [النور: 26]. وقد يسأل البعض: ولماذا لا يسامح الزوج زوجته المخطئة كما قد تسامحه هى الأخرى؟، والإجابة ببساطة هى أن التسامح يتفاوت من حالة إلى أخرى، فهناك ما يمكن تجاوزه، وما لا يمكن التسامح فيه، فقد يضبط الزوج زوجته، وهى تتحدث مع رجل فى الهاتف المحمول أو «الماسنجر» وغيرهما من الوسائل الإلكترونية، ولكنه يتجاوز عن هذه «السقطة الكلامية»، بعد أن يناقشها فى الأسباب التى دفعتها إلى ذلك، فربما تكون من النوعية التى تشعر بالنقص أو الحاجة إلى كلام رومانسى وشاعرى، ومثل هذه التجاوزات يمكن علاجها بالحكمة والصبر، باعتبار أنها أخطاء عابرة، ولا تمس العرض والشرف، لكن أى رجل لا يسامح زوجته أبدا إذا تورطت فى علاقة آثمة، وتأكد من جريمتها بنفسه، وكان شاهدا عليها، وواثقا من أنها كررت فعلها الشائن على مدى سنوات، ولذلك لا لوم عليك أنك طلقتها، إذ لم يكن أمامك حل آخر، فالواقعة ثابتة لا لبس فيها ولا غموض. لقد حرّم الله نظر الرجل إلى المرأة؛ لقوله تعالى: «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا» (النور30 31)، فما بالنا بمن تجلس معه على انفراد، وتقترب منه، بدعوى أنه شقيقها من الرضاعة التى لا يمكن إثباتها بأى حال من الأحوال إلا من خلال من قامت بإرضاع الإثنين، ووجود شهود على ذلك، وأغلب ظنى أنها ادّعت «حكاية الرضاعة» لتبرير وجود ذلك الشخص الدائم معها باعتباره أخا لها من الرضاعة!، وهو درس مهم ينبغى أن يستفيد منه الجميع بعدم ترك الحبل على الغارب لزوجته وبناته وأخواته، وأهل بيته ورعيته من النساء للقاء الرجال تحت أى ذرائع مثل أنه واثق من أخلاقهن، أو أنهن فوق مستوى الشبهات، وغير ذلك من الأسباب التى يسوقها البعض لتبرير وجود غرباء فى بيوتهم، فهناك ضوابط لتعامل المرأة مع كل رجل أجنبى عنها، وحتى القريبين منها كابن العم وابن الخالة، بل إنه ينبغى الحذر والاحتياط فى التعامل مع القريب؛ لأن اعتياد رؤيته ودخوله وخروجه يساعد على وقوع الفتنة، ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم: «إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت»، والحمو هو أخو الزوج وابن عمه ومن شابههما من أقارب الزوج، والأفضل دائما أن يكون للنساء مجلس، وللرجال مجلس آخر، وأرجو أن يستوعب الجميع الدرس، فلا يلقوا الحبل على الغارب للأقارب والمعارف فى الاختلاط بذويهم، وعلى هذا الشخص معدوم الضمير والدين والأخلاق أن يتقى الله، فلن تغنه صلاته وعمراته مع استمراره فى ارتكاب هذا الذنب العظيم، وعلى زوجته مادامت تعلم بسلوكه المشين أن تحاول إثناءه عن هذا الطريق الذى مآله إلى الجحيم، وأن تبين له بوضوح أنها كانت تعرف بعلاقته مع زوجتك، وأنها آثرت الصمت أملا فى تراجعه، وعودته إلى الله، فهو من ذوى النفوس المريضة الذين يتظاهرون بالتدين، ويتقمصون شخصية المسلم الزاهد التقى الورع، ويعملون على تكريس هذا المظهر، لدى الآخرين، والإيحاء بأنهم أصحاب الالتزام الذى لا يقبل الحرام؛ لنجد أنفسنا أمام صورة مفرطة من صور «التدين المظهري»، ثم نكتشف ولو بعد حين أن تحت هذا الرداء أو القناع ما يندى له الجبين من أناس استغلوا الدين من أجل غاية دنيئة. فاقطع صلتك تماما بهذا الشخص، ومادمت قد طلقت زوجتك، فإن وجودها معك داخل المنزل أمر يتعارض مع الدين، فأعلن انفصالكما دون ذكر الأسباب، ولا تخش شيئا، ولعلها قد استوعبت الدرس فالموقف الذى تعيشه مطلقتك، وما يمكن أن يحدث من افتضاح أمرها، يجعل وضعها أصعب وأكثر تعقيداً، خصوصا عندما يتم إعلان طلاقها، وبالتأكيد لن يقبل الأهل والأقارب والمعارف صنيعها، وسوف ينعكس حتما على أسرتى إبنتيك، ولذلك عليك بعلاج الأمر بهدوء حتى لو اقتضى ذلك أن تنتقل إلى مسكن آخر بعض الوقت إلى حين أن تتعافى من أثر هذه الصدمة القاسية، فيمكنك بعدها أن تبحث عن زوجة صالِحة تَحفظُك فى نفسِها وعِرْضِها، فليس معنى أن مطلقتك ارتكبت هذه الجريمة النكراء أن غيرها ستفعل مثلها، فما أكثر الصالحات اللاتى يحفظن أزواجهن وبيوتهن، ولا شأن لك بمطلقتك من الآن، فأمرها عند خالقها، ولعلها تتوب توبة صادقة فيتقبلها الله، فهو خالقنا سبحانه وتعالى وإليه تصير الأمور، ويقول فى كتابه الكريم: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» [الزمر 53]، أما أنت فلن تستطيع استيعاب ولا نسيان جريمتها النكراء، وقد طلّقتها بإرادتك، فاستعد ثقتك بنفسك، وتأكد أن الله عز وجل سوف يعوضك بمن هى أفضل وأصلح منها، فإياك والنظرة السوداوية إلى النساء، وفقك الله وسدد خطاك.