مازلنا نسمع عن تفعيل المنظومة الجديدة لحل مشكلة القمامة، بعد أن اكتشفنا بعد مرور مايقرب من 51 عاماً أن الشركات الأجنبية التى تعمل لدينا بسياسات العمل فى الدول الأوروبية من الصعب تفعيلها فى مصر! وتعتمد المنظومة الجديدة على الجمع السكنى من المنازل،عبرالتعاقد مع متعهدى جمع القمامة، وهو أمر مثير للدهشة، خاصة أنه تم تصويره وكأنه حل عبقرى جديد، قادر على حل المشكلة من جذورها، والواقع أنه لايمت للإبداع بصلة ولم يقدم حلاً للمشكلة بل تفاقمت بصورة غير مسبوقة. والسؤال.. كيف نتحدث عن مصر جديدة، ودولة تبنى نفسها بمشروعات كبيرة، لإنجاز تنمية حقيقية، وإقامة منتديات للعودة إلى الساحة الدولية والإقليمية بقوة، ورجوع السياحة إليها، بينما يتركنا بعض المسئولين فى المحافظات والمحليات نغرق بهذا الشكل فى أكوام من القمامة؟! المُبرر السهل لدى المسئولين، هو سلوكيات المواطنين الذين يرمون هذه القمامة فى الشوارع فهى السبب الرئيسى، والإجابة البديهية وماذنب هؤلاء الذين لايُمارسون نفس هذه الجريمة بأن يروا أكوام هذه القمامة، التى تجلب لهم الكلاب الضالة والأمراض وتشوه أمامهم البيئة وتكرس المشهد والاعتياد عليه، وأين دور المسئولين فى هذا؟! إن كانت الفلسفة الرئيسية من المنظومة الجديدة بأنها ستقضى على ظاهرة سُميت «النباشين» برفع صناديق القمامة من الشوارع، فإن التجربة أثبتت أنه لم يتم القضاء عليهم حيث أصبحت أكوام القمامة على الأرصفة فى طول الشوارع. إن مشكلة القمامة لمن لايعى هى مشكلة أمن قومى، لأنها تعكس قيمة وسلوك وأخلاقيات شعب يتحدث عن بناء دولة مختلفة،وعدم حلها يعنى أن هناك خللاً كبيراً يجب أن نتجاوزه بسرعة،وإلا فعلينا بالصمت!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى