بعيدا عن مسودة الاتفاق التى أقرتها رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، وجان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، حول شروط انسحاب بريطانيا من عضوية الاتحاد، والقمة الطارئة اليوم فى بروكسل لإقرارها، ليس هذا بنهاية المطاف بالنسبة لعراقيل أخرى تشهدها العملية، منها ما تطرحه إسبانيا من مسألة التفاوض مع بريطانيا حول وضع جبل طارق، الذى تفرض بريطانيا سيادتها عليه منذ 1714، ومنحته حكما ذاتيا فى 1981. وترى إسبانيا أنه بات يخصها مادامت بريطانيا تنازلت عنه. وأظهر استفتاء أجرى فى وقت سابق تأييد 99% من سكانه البقاء تحت المظلة البريطانية، غير أن غالبية السكان تعارض الانسحاب من عضوية الاتحاد الأوروبي، ولا تتقبل فكرة الانعزال التى يفرضها الانسحاب البريطاني. لذلك تصر إسبانيا أن يمنحها اتفاق البريكست البريطانى - الأوروبى حق التفاوض ثنائيا مع بريطانيا، نظرا لأن الأمر يمثل مصالح ثنائية أكثر من كونه يخص أعضاء الاتحاد ككل. وهددت مدريد بعدم الموافقة على اتفاق البريكست ما لم تتم تلبية مطلبها. وقد تجد القمة الأوروبية اليوم ببروكسل مخرجا لذلك. الطريف أن إقليم جبل طارق، ومساحته 6.5 كم مربع، قد حصنه رئيس وزراء بريطانيا الراحل تشرشل إبان الحرب العالمية الثانية لإحكام السيطرة عليه بجلبه مجموعات القردة من شمال إفريقيا، وأطلقها بالمنطقة لتأكيد السيادة البريطانية، ويرى المعتقد الشعبى أنه مادامت القردة باقية ستظل المنطقة تابعة للتاج البريطاني! وتيمنا بذلك قد يكون علينا جلب قردة كثيرة ونشرها فى أراضى العرب لطرد الخصوم. تصحيح: ورد بمقال الأسبوع الماضى أنه مر 25 عاما على اتفاقية التغير المناخى والمقصود هو اتفاقية التنوع البيئي. لمزيد من مقالات إيناس نور