المكان أحد المستشفيات الحكومية الشهيرة التي يأتي إليها آلاف المرضي يبحثون عن العلاج والشفاء.. داخل غرفة العناية المركزة عجوز تجاوزت الستين من عمرها راقدة علي سرير بين يدي الله بعد أن دخلت في غيبوبة محاطة بأسلاك الأجهزة الطبية وبين ذراعيها يتدلي أنبوب تحصل من خلاله علي الدواء والمحاليل الطبية التي تعطي للمرضي وهي تسمع أصوات أجهزة نبض القلب وقراءة الأجهزة الحيوية ودبيب جهاز التنفس الصناعي وسط ذلك المشهد الذي يدمي القلوب ويرفع الأيدي بالدعاء ويذرف الدموع خشوعا من ضعف الإنسان واقتراب النهاية وبدلا من أن يكون فريق التمريض متأهبا لاستدعاء الطبيب أو الإسراع لتسلم نتائج التحاليل أو استقبال اتصال تليفوني من أسر المرضي يزرعون فيهم بسمة وأملا في تحسن الحالة أو مراقبة نبض القلب علي أسرة المستشفي كانت الممرضة تستعد للخروج من الرحمة إلي الخطيئة وتخلع رداء ملائكة الرحمة لترتدي عباءة الشيطان. فمع اقتراب الساعة الثالثة فجرا وداخل غرفة العناية المركزة وبين الستائر الحاجزة بين أسرة العناية كانت الشيطانة الممرضة تعبث مع عشيقها ويتبادلان القبلات. ويبدو أن أصوات المجون والقبح قد وصلت إلي فرد الأمن بالمستشفي الحكومي الذي اندفع خوفا علي المرضي ليفاجأ بالفاجعة.. الممرضة في أحضان عشيقها وملابسهما ملقاة علي أسرة المرضي وعلي بعد أمتار السيدة العجوز المريضة ملقاة في غيبوبة ليستدعي رجال الشرطة المكلفين بالخدمة بالمستشفي ويلقون القبض علي الممرضة وعشيقها وممرضة أخري كانت تقف أمام العناية المركزة لتنبيه العاشقين عند قدوم أي من أسر المرضي أو الاطباء ليتم القبض علي الشياطين الثلاثة الذين استهانوا بحرمة المستشفي وقدسية ورسالة مهنة التمريض. فالممرضة الشيطانة استغلت خروج معظم المرضي من العناية المركزة بالمستشفي الحكومي وبقيت السيدة المريضة التي تعاني من غيبوبة واتفقت مع عشيقها علي الحضور لها في المستشفي ولم تحافظ علي زوجها وارتمت في أحضان الخيانة مع عشيقها القادم لها من مدينة المنصورة واتفقت مع صديقتها الممرضة علي أن تأتي إلي المستشفي في الموعد المتفق عليه لتساعده علي تجاوز إجراءات الأمن والدخول الي المستشفي، وبالفعل جاء العشيق الي باب المستشفي في الموعد المحدد حاملا حقيبة في يده و بدأت الممرضة في مساعدته للدخول بعد أن قالت لأفراد الأمن إنه مريض، وتمكن العشيق من الدخول إلي عشيقته المنتظرة في العناية المركزة متعللة بأن العشيق جاء بالدواء لأحد المرضي ولم يكن يدري موظف الأمن أن بداخل الحقيبة ليس دواء و انما أطعمة وزجاجات من الخمر استعدادا لليلة حمراء جديدة مع عشيقته والتي انتهت بالقبض عليهم جميعا. حيث تلقي اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام إخطارا بالواقعة حيث أمر بتشكيل فريق بحث من قطاع الأمن العام ومباحث الإسكندرية قاده اللواء محمود أبو عمرة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام لسرعة التحريات حول الواقعة. وكان اللواء محمد الشريف مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية قد تلقي إخطارا بالواقعة من اللواء شريف رءوف مدير المباحث وأمر بإحالة المتهمين الي النيابة العامة التي باشرت التحقيق لينكر المتهمون الواقعة ويتعللوا بأن العشيق جاء لسداد مبلغ مالي للممرضة إلا ان الهاتف المحمول للعشيق أثبت الواقعة عقب تحفظ أفراد الأمن عليه وبتفريغ محتوياته ثبت أن به صورا عارية للممرضة بالإضافة الي صور العاشقين وبالإضافة الي شهادة أفراد الأمن وضبط المتهمين داخل العناية المركزة والتحفظ علي متعلقاتهما فوجهت لهم النيابة تهمة الفعل الفاضح وأمر المستشار أشرف المغربي المحامي العام لنيابات المنتزه بحبس المتهمين الثلاثة أربعة أيام علي ذمة التحقيق لتنتهي تلك الليلة التي ارادها العاشقان بحثا عن المتعة الحرام داخل جدران المستشفي إلي خلف الأسوار وغيابات السجون.