على خلفية الانفجار السكانى الذى تئن تحت وطأته بلادنا إثر استقبال مولود جديد كل 15 ثانية، أشارت دراسة صادرة عن البنك الدولى إلى أن مصر تحتاج إلى توفير نحو مليون فرصة عمل جديدة سنويا وأن تكلفة الفرصة الواحدة تزيد على 500 ألف جنيه! وكشف تقرير لوزارة الموارد المائية والرى أن العجز المائى جراء ذلك بلغ 20 مليار متر مكعب سنويا، وأن نصيب الفرد تراجع من 800 متر مكعب سنويا إلى 570 مترا مكعبا، كما أعلنت هيئة الأبنية التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى عن حاجتها ل 130 مليار جنيه لمواجهة كثافة الفصول وملاحقة التنامى المستمر فى عدد الطلبة، وأطلقت وزارة الصحة صيحات استغاثة لحاجتها الشديدة إلى زيادة عدد الأسرة بالمستشفيات إلى 4 أمثال ما هو عليه فى الوقت الحالي، خاصة بغرف الرعاية المركزة لبلوغ النسبة العالمية (سرير لكل 7 آلاف مواطن)، وغير ذلك من احتياجات ضرورية ومتطلبات حتمية تستوجب توفير اعتمادات مالية فلكية لا طاقة للموازنة العامة للدولة بها فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ويبقى السؤال: هل يدرك أباطرة الإنجاب عواقب عزوفهم عن تنظيم الأسرة والإنجاب الرشيد، وهل من إفاقة واجبة ونوبة صحيان لإنقاذ بلادنا من أخطار «فيضان المواليد»؟، أم أن لهم قلوبا لا يفقهون بها، وأعينا لا يبصرون بها، وأذانا لا يسمعون بها؟! أم أنهم يفقهون ويبصرون ويسمعون ولكن شياطين الإنس والجن تزين لهم أعمالهم، وتصور لهم أنهم يحسنون صنعا، ويحصنون أنفسهم بكثرة الإنجاب وتعدد الأبناء؟. مروان شريف عثمان