فى الذكرى العطرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجدتنى أتساءل: لماذا أعلن بعض الكافرين اسلامهم فى بداية نزول الرسالة على الرسول ولماذا أسلم عمر بن الخطاب وغيره من الأوائل، وكانت الاجابة المنطقية هى أن هذا الدين قام بحل معظم مشكلات الناس من شرب الخمر وارتكاب الفواحش، وبتفكير أكثر منطقية فإن ما دفع أولئك الأوائل إلى أعلان اسلامهم هو أن سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام نموذج من البشر لايتكرر، نموذج يصعب على أى انسان أن يكون فى مثل خلقه ووصفه، فلقد اسلم الكثيرون عندما تعرفوا على طبيعة هذا الرجل العظيم. يارسول الله.. لقد كنت بحق قدوة وكنت آية من آيات الله تمشى على الأرض، ونموذجا بهر الناس بك فأسلموا، وقد أوذيت فى نشر الدعوة وكان يكفيك أن تدعو على من ظلمك فيطبق الله عليهم الأخشبين، ولكنك أبيت لما متعك الله به من الخلق العظيم «خلق التسامح».. لقد ذهبت تسأل عمن أساء إليك بوضع القاذورات أمام بيتك الشريف عندما لم تجده.. وتعفو عمن أساء إليك.. محمد بن عبدالله صلوات ربى وسلامه عليك لم تبعث حقا إلا لتتمم مكارم الأخلاق.. ياخير خلق الله يكفيك شهادة رب العالمين بأنك على خلق عظيم.. والحقيقة أن هذا النموذج من وجهة نظرى كان أقوى الدوافع لإسلام عدد كبير جدا ممن دخلوا فى هذا الدين العظيم فها هو يقف لجنازة يهودى وعندما يتعجب أحد الصحابة يجيب صلى الله عليه وسلم إجابة لايمكن أن يتوقعها أحد خاصة إذا عرف ماذا فعل اليهود به، حيث قال «أليست نفسا؟..» ثم من يستطيع نفسيا أن يصلى على زانية ماتت فى أثناء الرجم حيث طرح عمر بن الخطاب سؤالا على الرسول هو: كيف تصلى على زانية فيقول له «والله لقد تابت توبة إن وزعت على أهل الأرض لكفتهم». إن من يعتقد أن القهر والعنف وسوء الأخلاق هى الطرق اللازمة للدعوة هم بعيدون كل البعد عن المنهج التربوى العظيم الذى وضعه رسول الله .. الأخلاق ثم الأخلاق.. هى الطريق الوحيد للدعوة. د. حسام أحمد موافى أستاذ بطب الحالات الحرجة بقصر العينى