تُفتتح غداً الدورة الأربعون لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بعد أن انتهت الضجة التى أُثيرت حول دعوة الفنان الفرنسى كلود ليلوش إليها، وتكريمه فيها, بسبب دعمه إسرائيل. وخيرا أنها انتهت. ففى محفل فنى كبير، مثل هذا المهرجان، ما هو أهم بكثير من أى خلاف سياسى0 وكلما أبقينا الفن وإبداعاته بمنأى عن السياسة وصراعاتها، كان هذا أفضل. لم تكن تلك الضجة بلا أساس، ولا لتصفية حسابات مع رئيس المهرجان أو أى من القائمين عليه. كانت دعوة ليلوش المعروف بتأييده القوى سياسات إسرائيلية متطرفة ضد الحقوق الفلسطينية خطأ استوجب التصحيح. توجد حساسية شديدة فى مجتمعنا عموما، وفى أوساط المثقفين بصفة خاصة، تجاه كل ما يمس قضية سبق المصريون الجميع إلى دعمها، وقدموا تضحيات كبيرة من أجلها. ولذلك لابد أن نسجل للجنة الاستشارية للمهرجان أن استجابتها لانتقادات المعترضين على دعوة ليلوش وتكريمه أدت إلى تصحيح خطأ كان ممكناً أن يسىء إلى هذا المحفل الفنى، أو يشوهه. كما يُحسب لرئيسه أنه لم يواصل إصراره على دعوة ليلوش، وراجع موقفه، حين وجد أن حضوره يؤذى مشاعر كل من يؤلمهم جبروت إسرائيل، وغلقها الطريق أمام أى حل لقضية عادلة. وها هو المهرجان يبدأ دورته الأربعين بعيدا عن صراع سياسى كان ممكنا أن يسرق الاهتمام من أفلامه ومسابقاته. وبعد إلغاء تكريم ليلوش وسحب الدعوة التى وجهت إليه، ستتجه الأنظار إلى من سينالون هذا الشرف، وهم يستحقونه، وفى مقدمتهم النجم البريطانى ويف فاينر الذى سيحصل على جائزة فاتن حمامة التقديرية، وسيقدم فيلمه الأخير «الغراب الأبيض» الذى أخرجه وشارك فى تمثيله، والذى يقدم فيه رؤية درامية لنجم الباليه الروسى الكبير الراحل رودلف نوريينى، وقصة هروبه من الاتحاد السوفيتى عام 1961. وسيتم، أيضا، تكريم الفنان الكبير حسن حسنى صاحب التاريخ السينمائى الحافل، والموسيقار هشام نزيه الذى سينال جائزة الإبداع المتميز فى منتصف المسيرة الفنية لدوره المقدر فى تجديد الموسيقى التصويرية فى الدراما المصرية. والتحية واجبة لكل من أسهم فى الإعداد لهذا المهرجان، وكل التمنيات للأفلام المصرية المشاركة فى مسابقاته. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد