لم أتخيل أبدا أن تركيبة الرجل الشرقى بتقاليده وعاداته وأفعاله وشهامته التى تميزه عن رجال العالم تتغير بسهولة حتى فى الأوقات الصعبة، فقد تألمت كثيرا عندما شاهدت قاعة محكمة مكتظة بالنساء بعضهن فى مقتبل العمر يسيطرعلى وجوههن الكآبة والمرارة منهن من تمسك فى يدها صغيرا وتضم لصدرها رضيعا يصرخون من الجوع وهول الأزدحام، وزاد فضولى لاكتشاف أسباب وجودهن فرأيت العجائب فمنهن جاءت للمحكمة تشكو زوجها الذى طردها وأطفالهما من مسكن الزوجية بدون مأوى بعد ارتباطه بأخرى تطالب بنفقة مالية من زوجها الذى فقد رجولته لتطعم أبنائهما القصر، وأخرى تتظلم للقاضى من الحكم الذى صدر لها و لصغيريها بمبلغ ثلاثمائة جنيه شهريا من طليقها الذى استولى على شقة الزوجية ومحتوياتها التى قاما بتأسيسها معا وضحية قضيتها جديدة على المجتمع المصرى تشكو بأن زوجها يتكاسل عن العمل وأجبرها بعد إنجاب ثلاثة أطفال على تنظيف المنازل مقابل حفنة من الجنيهات ليقتنصها منها ويصرفها على إدمانه بعد أن كانت معززة مكرمة فى بيت أبيها وعند اعتراضها عن العمل يوميا فى بيوت الآخرين حتى لو مجهدة أو مريضة يهددها بالطرد والطلاق فتضطر بعضهن إلى تعاطى المنشطات لإعانتها على التنقل من دار لأخرى لتنظيفها خوفا على أطفالها وطردها، ومن هذه المواقف اقتنعت تماما أن الرجال الضعفاء يصنعون أياما صعبة لأبنائهم ويظهرون رجولتهم المزيفة على زوجاتهم, فنناشد مجلس النواب تبنى هذه القضايا بتشريعات واضحة تحافظ على الأمن الاجتماعي.. لمزيد من مقالات فكرى عبد السلام