إلى جنّة الخلد، ودّعت مصر أمس ابنا بارا من أبنائها المخلصين، هو البطل الشهيد العقيد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم بولاق الدكرور السابق. جادَ «ساطع» بروحه راضيا مختارا من أجل مصر وأهلها، بعد أن خاض معركة شرف ضد عصابة مجرمة احترفت الإرهاب، ونشرت التطرف، وحاولت ترويج الفكر التكفيرى بين قلة ساذجة شاردة منحرفة من أتباعها لتستخدمها ضد الشعب. أصيب «ساطع» فى مواجهة عناصر جماعة الإخوان الإرهابية التى احتلت ميدان النهضة بالجيزة، واعتدت على مواطنى منطقة «بين السرايات». فقد البطل بصره، وتشوه وجهه، وذهب إلى سويسرا فى رحلة علاج استمرت 15 شهرا قبل عودته إلى أرض الوطن فى فترة نقاهة يعود بعدها لاستكمال علاجه. لم يكن يهاب الموت، وتمنى لو ذهب ألف مرة لمواجهة خفافيش الظلام من الإرهابيين والتكفيريين والمجرمين. إن ساطع النعمانى ضابط الشرطة الشجاع الذى صعدت روحه إلى بارئها أمس الأول، ورفاقه الذين سبقوه إلى الشهادة أعظم دليل على أن مصر «أم الدنيا» أنجبت رجالا هم أشرف الرجال، وأغلاهم، وأعظمهم تضحية، يصدق فيهم قول ربهم: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». إن ساطعا ورفاقه خير دليل على أن الإرهاب إلى زوال، وأن الإرهابيين لن يجنوا إلا الخيبة والندم والخسران، ولن يفلحوا أبدا فى تحقيق أغراضهم الدنيئة، وأهدافهم الشريرة، ومكائدهم الدموية. وليعلم أتباع تلك الإرهابية أعوان الشيطان أن أحدا منهم لن يفلت أبدا من العقاب.. لن يفلتوا من القصاص العادل جزاء ما اقترفت أيديهم من جرائم، استباحوا فيها دماء الأبرياء. هذا مطلب الشعب الذى نادى بالقصاص لشهداء الوطن الذين سقطوا فى معارك الشرف ضد الخونة من الإرهابيين والتكفيريين. وهو عهد رجال الجيش والشرطة الذين قدموا أعظم التضحيات للقضاء على الإرهاب والإرهابيين، يتقدمهم القائد البطل المخلص الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى وضع فى مقدمة جهوده وأهدافه حماية مصر وشعبها من الإرهاب، ومروجيه، ومموليه. تحية للشهيد البطل الذى زفّه شعب مصر إلى جنة الخلد فى جنازة مهيبة تقدمها الرئيس السيسى، عرفانا بما قدم من تضحيات. تحية لكل شهداء مصر الذين هم أحياء عند ربهم.. والسلام عليهم يوم ولدوا، ويوم ماتوا، ويوم يبعثون أحياء مع النبيين والصديقين. لمزيد من مقالات رأى الأهرام