ما تمر به المنطقة العربية الآن من تشرذم وتشتت هو الأعنف فى السنوات الستين الأخيرة.. منطقة الشرق الأوسط بما فيها البلدان العربية هى محور الثروة «ماليا وبشريا» ومركز الثقل السياسى والتضخم العسكرى والموقع الجيو سياسى المراقب لما يحدث فى النطاق العربى هذه الفترة يشهد تطورات غاية فى الخطورة ليس على بلدان بعينها.. بل على المنطقة بكاملها.. المثال الأكثر وضوحا والذى يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومى المصرى هو الملف الليبى بكل ما يحمله من تعقيدات وصراعات ليس الأساس فيها أبناء ليبيا وحدهم.. ولكن مختلف الأطراف الإقليمية والدولية التى حولت الساحة الليبية إلى مسرح للعب بأوراق النفط والسلاح والإرهاب وحروب الميلشيات.. وجاء مؤتمر باليرمو كمحاولة لإيجاد مخرج أو خريطة طريق لحلحلة الأزمة الليبية عبر جمع أكبر عدد من الدول ذات العلاقة بالملف.. وسعيا من الجانب الإيطالى لاستعادة أوراق اللعب فى القضية الليبية.. بل أن استلبت أطراف أخرى كفرنسا جانبا من هذه الأوراق.. والتى عقدت مؤتمر باريس نهاية مايو العام الماضى .. نعود إلى مؤتمر باليرمو والذى شارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى ليطرح رؤية مصر وموقفها من الأزمة.. وبمتابعتى لتعليقات ومواقف القوى الليبية من المؤتمر أدهشنى كم الهجوم من الميليشيات والفصائل المحسوبة على الإخوان وقطر وتركيا على مشاركة مصر بهذا المستوي.. رغبة منها فى الانفراد بالساحة وفرض أجندتها على الأرض.. وهو ما تصدت له مصر، وأكدت دعمها الجيش الوطنى الليبي، وعودة المؤسسات الرسمية للدولة كمخرج رئيسى من الأزمة.. وهو ما دفع ممثل تركيا للانسحاب.. ذكرنى ذلك بالمثل الشعبي.. واحد بيحب و10 بيكرهوا.. ومازالت مؤامرة الربيع العربى مستمرة. لمزيد من مقالات أحمد عبدالحكم