لم تكن تدرى «خديجة» تلك السيدة التي تقترب من العقد السادس من عمرها و التى قاست فى الحياة مع زوجها الذى يعمل فى ليبيا منذ 10سنوات بحثا عن مستقبل افضل لابنائهما الثلاثة.. بأن احسانها وتعاطفها مع يوسف ذلك الشاب الاسمر النحيل الذى لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره والذى جاء مع نجلها محمد الطالب بالاعدادى الذى لم يتجاوز الخامسة عشرة مخبرا إياها بقصة هذا الشاب الذى يعمل حارس امن امام مدرسته الاعدادية وانه بلا اب او ام وانه قضى حياته فى احدى دور الأيتام.. لم تكن تعلم أن الاحسان والتعاطف والرغبة فى عمل الخير وموافقتها لذلك الشاب بالاقتراب من الاسرة وصداقة ابنائها ستكون نهايته مروعة ومأساة انسانية تصيبها وتصيب ابنائها، وان ذلك الشاب اليتيم سيتحول إلى شيطان مارد يدمر كل شيء محملا بأحقاد نفسية ورغبة فى الانتقام من المجتمع بأسره.. وكانت الشرارة التى أشعلت مارد الشيطان عندما اكتشفت الأم سرقة 4 آلاف جنيه من منزلها و قامت بطرد ذلك الشاب وأمرت نجلها بالابتعاد عنه فتحول الى شيطان طرد من جنة التعاطف والخير ليطلق النار والاحقاد فى وجه تلك الاسرة فيوسف ذلك الشاب الذى تربى داخل احدى دور الايتام منذ ولادته لا يعلم اى شيء عن اسرته أو والده أو والدته. تربى بين جدران دور الايتام وعلى الرغم من نهاية رحلته مع دار الايتام كانت تحمل تعاطف حقيقيا ورعاية من المجتمع بأن وفرت له دار الايتام احدى الشقق السكنية بمنطقة ابى قير ليسكن فيها ووظيفة حارس امن امام احدى المدارس الاعدادية بمنطقة طوسون لتكون بداية لبناء حياته العملية، الا ان طرده من جنة تلك الاسرة التى اعتبرها اسرته ونظرته لابناء السيدة بنظرة تحمل الحقد والحسد جعلته يقرر الانتقام. ولكن كان هذا الانتقام يحمل حقده على المجتمع على مدار تسعة عشر عاما هى عمره وقرر مع صديقه ادهم الذى لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر وهو زميل نجل السيدة فى المدرسة التى كان يعمل بها الشيطان بأنه سيقتل كل افراد الاسرة ويستولى على اموالهم وينتقم من الام والاسرة وان المستقبل قادم بالاموال فذهبا الى أحد المحال المخصصة لبيع الدهانات واشتريا سكينا وطلب من صديقه ادهم ان يستدرج نجل الام ليصلح بينهما. وبالفعل نجحا فى استدراج الطالب الصغير الى منزله ليفاجأ بالشيطان يلقى الحبال على رقبته وقام بشنقه بالحبل بينما ذلك المساعد يمسك بالشاب المجنى عليه الذى ظل يقاوم ألا انهما تمكنا من قتله ليفارق الحياة ألا ان الشيطان لم يكن متأكدا من وفاته ليقوم بطعنه بالسكين فى بطنه ليتأكد من اكتمال جريمته الاولى بقتله وكان فى انتظار استكمال مخططه بقتل باقى افراد اسرة الطالب المجنى عليه فى الاسبوع المقبل. وليخفى الجريمة قاما المتهمان بحمل الشاب الصغير داخل التوك توك والقى بالجثة بجوار المشاتل بمنطقة المعمورة وقاما بسكب البنزين عليه واشعال النار فيه. وفور ورود بلاغ الى الشرطة، امر اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بسرعة كشف غموض الحادث والوصول الى الجناة من خلال فريق من قطاع الأمن العام ومباحث الاسكندرية حيث قاد اللواء محمود أبو عمرة مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام فرق البحث وتم القبض على المتهمين. ففى صباح يوم الجريمة كان المقدم عمرو الخبى رئيس مباحث المنتزة ثان يناظر الجثة بعد الاخطار الذى تلقاه من اللواء محمد الشريف مساعد وزير الداخلية مدير امن الاسكندرية بالعثور على الجثة وكشفت معاينة الجثة من خلال اللواء شريف رؤوف مدير المباحث ان الجثة متفحمة وانها لشاب فى العقد الثانى من عمره. وتبين ان الايدى فى حالة مقاومة وان ذلك الشاب قد تم شنقه قبل وفاته ليبدأ فريق البحث الجنائى يتتبع المشاجرات فى دائرة الجريمة وخلال 12 ساعة تم التوصل لهوية المجنى عليه. وبينما كان الشيطان المجرم يطرق باب الام للسؤال عن ابنها بعد علمه باختفائه منذ ساعات الا ان رجال الشرطة قد قاموا بكشف غموض الجريمة واعترف المتهم بجريمته وأرشد عن الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه و اداة الجريمة التى كانت عليها اثار دماء الشاب الصغير. وكانت الام فى حالة ذهول عندما صرخ المتهم بانه كان يريد قتل الاسرة كلها انتقاما منهم وهى تردد هل ذلك جزاء الاحسان!! «احتضنته كابنى واشفقت عليه من رحلة اليتم فسرقنى وقتل ابنى وكان يريد قتلى وقتل ابنائي». وتم القبض على المتهم الثانى ليتم احالة المتهمين الى النيابة العامة وباشرت التحقيق مع المتهمين اللذين قاما بتنفيذ الجريمة وامر المستشار اشرف المغربى المحامى العام لنيابات المنتزه بحبسهما اربعة ايام على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار واستعجال تقرير الطب الشرعى تمهيدا لإحالة المتهمين الى المحاكمة العاجلة..