حقق منتدى شباب العالم نجاحاً فى كثير من أهدافه منها إتاحته لما يقرب من خمسة آلاف شاب من حول العالم، رؤية مصر بعيداً عن الصورة النمطية السلبية التى يرسمها لهم إعلامهم وأنظمتهم ،وبدت أمامهم مثالاً للتعايش بين كل الجنسيات والأديان،وأنها آمنة ومستعدة للسياحة فوق أراضيها. والأهم هو تلك الثقة التى دبت فى أوصال الشباب المصرى الذى حضر المنتدى بقدرته على التواصل مع شباب العالم والتأثير فيه دون الشعور بالنقصان وإدراكه أنه ليس أقل منهم وعياً ولاكفاءة إلا فى إمكانات مادية لوتوافرت له سيصبح رُبما أكثر قدرة منهم على الإبداع !! مع هذه الإيجابيات للمنتدى علينا ألانغفل أن هُناك فئات من شباب مصر الذين لم يشاركوا فيه ويحتاجون منا إلى التفاعل معهم حتى لو لم تكن لديهم القدرات الشخصية على المشاركة فى مثل هذه المنتديات،ومن بين هذه النماذج نجد شباب العشوائيات والمناطق المحرومة فى الكثير من القرى والنجوع . هؤلاء الشباب ورغم جهود الدولة لتطوير العشوائيات التى لاينكرها أحد بإنشاء مجتمعات عمرانية سكنية لهم ،فإنهم يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام التوعوى والثقافى وتنوير عقولهم، وانتشالهم من براثن الجهل الذى نتج عن الفقر وعشوائية الحياة لسنوات طويلة، وهذا لن يتحقق إلا بأن ننظر إليهم بعين مختلفة والاستماع لهم، والاحتكاك المُباشر بهم فى مناطقهم وأحيائهم ومحافظاتهم عبر منتديات متواصلة بينهم وبين المسئولين الذين يجب أن يتحركوا إليهم، وبالتعاون مع الوزارات المختصة ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدنى الجادة . نعم نحتاج إلى منتديات كثيرة مثل نموذج منتدى شباب العالم،ولكن معها نحتاج أيضاً إلى منتديات لشبابنا فى المناطق الأكثر احتياجاً للوعى والتنوير للأخذ بأيديهم، بدلاً من تركهم فريسة للأفكار الظلامية.. ووقتها فقط سوف نتباهى جميعاً بمشاركتهم فى منتدى لشباب العالم. لمزيد من مقالات حسين الزناتى