كرة القدم لا تعرف المعجزات.. والأمم لا تتقدم ولا تبنى مجدها بالأمنيات.. كرة القدم عناصرها: لاعب محترف ملتزم مجتهد، ومدرب يضع الأهداف والخطط التنفيذية التى توصل فريقه إلى مبتغاه، وجمهور واع يقف فى ظهر فريقه يؤازره ويقومه ويدفعه لبذل أقصى جهد.. والأمم لا تنهض عشوائيا.. ولا تترك مصائرها لمغامرين أو قصيرى النظر يوردونها المهالك.. مساء الجمعة هاتفنى أحد أصدقائى بعد انتهاء لقاء الأهلى مع الترجى التونسى فى ملعب رادس.. يكاد ينخلع قلبه حزنا على هزيمة الأهلى.. يقول.. منذ 3 أيام.. وأنا أفرغ وقتى تماما حتى أستمتع بهذه المباراة.. وأتفاخر بتتويج الشياطين الحمر بلقب أبطال دورى إفريقيا.. ولكن أنا لا أدرى كيف أخرج من هذه الحالة.. وهذا الكابوس.. «عاوز دكتور ضغط وسكر فورا».. تعال وصلنى.. حاولت إقناعه بأن أكبر أندية العالم يتعرض لأكثر من هذا.. وأن الخسارة سببها فريق الأهلى نفسه.. سواء كانت الإصابات أو غياب النجوم أو الاطمئنان إلى نتيجة مباراة برج العرب 3/1.. أو قوافل التطبيل والتهليل لما أنجزه.. وأن ملعب رادس يلعب مع الأهلى.. فقد سبق أن فاز عليه وعاد بالكأس.. نعم ملعب رادس يلعب ويناصر الفريق الذى يعرف ما يريد جيدا.. مدرب كفء.. وجماهير متحمسة.. وهدف واضح.. لو ارتكن الترجى إلى هزيمته فى برج العرب.. لفاز الأهلى فى رادس.. ولكنها كرة القدم.. وهى نموذج لبناء الأمم وناقوس خطر لانهياراتها.. حينما يتفرغ الإعلام للحديث عن الإنجازات وحدها.. دون أن يحث الناس على العمل.. وتحمل الصعاب.. والإصرار على زيادة التنمية.. فالمصير هو ما حدث للأهلى فى رادس. لمزيد من مقالات أحمد عبد الحكم