من منا لا يذكر كيف كانت الأوضاع فى مصر خلال السنوات الثلاث التى تلت ثورة 25 يناير 2011 وحتى منتصف 2014 عندما تم انتحاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، وحتى لا ينسى البعض، فإن الفوضى كانت تعم الشوارع والانفلات الأمنى يرعب كل من يخرج من منزله أو حتى يحاول الذهاب إلى مقر عمله والاضطرابات والاحتجاجات تشل الأنشطة الاقتصادية وتضرب الاقتصاد المتدهور بالفعل فى مقتل فى الوقت الذى كانت فيه الأوضاع الاقتصادية فى تراجع مستمر وكانت البلاد على وشك إعلان افلاسها، فماذا حدث؟.. وكيف نهضت مصر من كبوتها لتصل إلى ما هى عليه الآن من إنجازات مبهرة فى مجالات عديدة، وهو ما وصفه الرئيس السيسى فى أحد حواراته على هامش فعاليات منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ بالقول إن مصر لديها قصة عنوانها «حكاية وطن» حينما أصر الشعب المصرى على تغيير الواقع للأفضل، حينما وجد قيادة وطنية مخلصة تعمل بكل دأب وجدية من أجل هذا الشعب الذى عانى سنوات طويلة، وتحرك .من أجل التغيير للأفضل وكان مستعدا ومازال لدفع الثمن من أجل إنجاز التقدم والتطور الذى يحلم به ويتمناه من سنوات طويلة وأظهر أنه مستعد لتحمل التداعيات والمصاعب التى قد تترتب على تحركه من أجل تقدم هذا البلد العريق، تحرك الشعب لأنه يرفض الفاشية الدينية التى تتعارض مع طبيعته المتسامحة المرنة التى ترفض التطرف والغلو والتمييز على أساس دينى وكان هذا بمنزلة تحدٍ كبير واختبار صعب نجح فيه الشعب المصرى ليواصل مسيرته نحو التنمية والبناء وتشييد دولة التقدم التى يحلم بها. ولم يكن من الممكن أبدا أن ينجح برنامج الإصلاح الاقتصادى وتجاوز الصعوبات الاقتصادية التى تواجهها مصر دون تحمل المصريين التداعيات المترتبة عليه خاصة فيما يتعلق بارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والنقل والمواصلات، بعد قرار تعويم الجنيه المصرى أمام الدولار الأمريكي، وكانت إرادة المصريين كما قال الرئيس وتحملهم والثمن الذى يدفعونه هى أسباب نجاح المسار الاقتصادى الصعب الذى نسير فيه، فالأحلام تتحقق بالصبر والجهد، والطموحات الكبرى لاتتحقق إلا بالعمل والعرق. وقد دفع هذا النجاح العالم إلى الإشادة بالجهود المبذولة من أجل تقدم واستقرار مصر، وحظى المصريون بتقدير شعوب العالم الأخرى لإصرارهم على تحقيق النجاح والمضى قدما فى طريق تطوير البلاد وتحديثها. وكان تلاحم المصريين معا مسلمين ومسيحيين فى مسيرة الإنجاز أكبر العلامات المضيئة فى مصر حاليا كما قال الرئيس لأن مثل هذا التلاحم والتعايش المشترك أهم من أى إنجاز مادى آخر. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام