هذا النشاط السياسى الملحوظ للرئيس عبدالفتاح السيسى داخليا وخارجيا، والذى تجسد فى العودة من برلين إلى شرم الشيخ مباشرة دون أن يعطى نفسه فترة لالتقاط الأنفاس بين أعمال قمة أوروبية إفريقية متعددة الأهداف والمقاصد وبين منتدى عالمى للشباب يشارك فيه أكثر من خمسة آلاف شاب من معظم دول العالم، هو عنوان لمرحلة جديدة فى إطار الخطو الصحيح لبناء القدرة الذاتية اللازمة لتلبية طموحاتنا المشروعة. ولا شك أن هذا النشاط السياسى مرتبط ارتباطا وثيقا بما تم إنجازه فى السنوات الأربع الماضية على طريق دفع عجلة التنمية وتشجيع الاستثمار والعمل على زيادة الإنتاج بغية فتح آفاق جديدة للتصدير واستعادة الأمن والاستقرار بالدرجة التى تكفل إعادة دوران عجلة المنظومة السياحية لتصبح السياحة صناعة استراتيجية وذلك بالتوازى مع سياسات إصلاحية اقتصادية جذرية. ولكن علينا أن نعى أن الإحساس بالمردود الصحيح والمؤثر لهذا الجهد السياسى يبقى رهنا بحقيقة أساسية وهى مدى قدرتنا على ضبط الزيادة السكانية التى تبتلع فى جوفها كل ثمار العطاء والإنجاز، وتصنع ضغطا رهيبا على الموارد السيادية للدولة، لتقتطع جزءا من مخصصات التنمية وهو ما يؤدى إلى تعطيل الخطط الطموحة لرفع مستوى المعيشة وتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد البشرية بعد إنجاز مشروع التخطيط العمرانى العملاق، الذى تمثل العاصمة الإدارية الجديدة أحد أهم عناوينه. والخلاصة: إن معظم مشكلاتنا مرتبط بمدى قدرتنا على ضبط الزيادة السكانية، ولو فعلنا ذلك مبكرا لكان بمقدورنا أن نضع أقدامنا على أعتاب المساواة مع مجتمعات الرخاء التى لم تعد قصرا على أوروبا وأمريكا، وإنما انضمت دول أخرى لمجرد أنها نجحت فى التعامل مع القضية السكانية بمستوى وحجم الخطر الذى تشكله على بنيتها الاقتصادية والاجتماعية. خير الكلام: اليأس هو أول خطوة على طريق الفشل، والعمل هو أقصر خطوة نحو النجاح! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله