الشعب السكندرى شعب محب للجمال ومتذوق للفن وعاشق للإبداع .. منحه البحر جزءا من سحره ، ولعل هذه هى مشكلة السكندريين الحقيقية ، ففى كل يوم يستيقظون على تشويه جزء من معالم المدينة أو مبانيها أو ميادينها بحجة التطوير والتحديث ، فتسقط المبانى والعمارات القديمة الأنيقة التى تشكل جزءاً من روح الماضى ليحل محلها عمارات أسمنتية بلا روح ولا حياة ولا تسكنها الذكريات ،، ولكنهم أبداً لا يكلون ولا يملون من الصراخ والشكوى على حال المدينة عسى أن تصل شكواهم يوماً ما الى من يهمه الأمر ، فيرحم ضعفهم وعشقهم لمدينتهم التى كانت يوماً ما جميلة وأنيقة وعروس فى عز مجدها فيتدخل لإنقاذها وللحفاظ على ما تبقى من جمالها . ولكن الشعب السكندرى فى خضم صراعه مع القبح لم يفقد روح الفكاهة والمرح التى طالما تميز بها ، والتى ظهرت من خلال تعليقاتهم التى ملات فضاء العالم الافتراضى «الفيسبوك وتويتر» وبقية وسائل التواصل الاجتماعى على القطعة الفنية التى تم افتتاحها على الكورنيش فى منطقة سيدى جابر ، وهى قطعة غير مفهومة عبارة عن شكل مخروطى يشبه الهرم عليه نقوش فرعونية وبعض الأحرف اليونانية والشئ الغريب أن هذه القطعة غير المفهومة لم تلق أى تعاطف أو إعجاب من أغلب السكندريين ، إذ بمجرد إزاحة الستار عنها وحتى قبل افتتاحها انهال سيل من التعليقات الساخرة عليها ،، فالبعض سأل عما ترمز اليه هذه القطعة وأخرون بدأوا فى إلقاء النكات حولها وبعضهم تحسر على حال المدينة التى كانت محط أنظار الفنانين العالميين الذين صنعوا تماثيل خالدة مثل تمثال محمد على الذى يتوسط ميدان القناصل سابقاً ( المنشية حالياً ) الذى صنعه “ جاكومار “ النحات الفرنسى ، وتمثال الخديو إسماعيل الذى يقف أمام المسرح الرومانى وكان هدية من الجالية الإيطالية وصنعه المثال الإيطالى “ بيترو كالونيكا “ وتمثال نوبار باشا والكثير والكثير من التماثيل الجميلة التى كانت تزين ميادين المدينة الجميلة سابقاً. أما هذا الشكل المخروطى عديم الروح فقد وقف وحيداً حزيناً .. حتى حاول أحد السكندريين أن يفك هذا اللغز الفنى بشكل خفيف الروح وأطلق دعابته التى أضحكت السكندريين حتى دمعت عيونهم من الهم والحزن هذه بلاشك طاقية (بقلظ ) زميل ماما نجوى وأحد أبطال برامج الأطفال زمان» . [email protected] لمزيد من مقالات أمل الجيار