بعيدا عن المزايدات والمناورات السياسية وحملات التشكيك والابتزاز، فإن الموقف المصرى إزاء القضية الفلسطينية ثابت وراسخ لم يتبدل ولن يتغير..أساسه حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. جاء المبعوثون من كل اتجاه ووضعوا تصورات وروجوا لخطط تسوية بمسميات مختلفة، وكانت «صفقة القرن» آخرها.. لكن مصر رفضت تماما أى تسوية تفرغ الدولة الفلسطينية من مضمونها أو تتلاعب بحدودها المفترصة وهى حدود 67.. وأعلنتها القاهرة صراحة.. نقبل ما يقبله الفلسطينيون.. ونرفض ما يرفضونه.. فهم أصحاب الأرض والقضية.. أمس استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» وأكد مجددا حرص مصر على دعم جميع الجهود الرامية لاستعادة حقوق الفلسطينيين وتسوية القضية وفق حلول عادلة وشاملة بالتنسيق الكامل مع الإخوة الفلسطينيين.. ولا ينفصل الجهد المصرى بشأن القضية الفلسطينية عن خطوات موازية ومتسارعة فى ملف المصالحة الوطنية الذى تعده القاهرة المدخل الرئيسى لبدء مفاوضات الحل النهائي.. فدون توحيد الصف الفلسطينى ستظل القضية عرضة للضياع فى ظل ظروف دولية غير مواتية وإنحياز الإدارة الأمريكية المطلق إلى جوار إسرائيل على حساب الفلسطينيين، وكان آخر وأخطر مظاهر هذا الانحياز هو قرار الرئيس الأمريكى رونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس لوضع أصحاب القضية والعالم برمته أمام أمر واقع، وهو أن القدس عاصمة دولة الاحتلال.. وهو ما رفضته مصر والدول العربية وكثير من دول العالم المحبة للسلام والداعمة لحق الفلسطينيين فى إقامة دولتين.. بالطبع الإخوة الفلسطينيون، يثقون فى الدور والموقف المصرى ولا يقبلون عنه بديلا، بدليل فشل جميع الوساطات الأخرى من بعض الدول التى حاولت اللعب فى الفناء الخلفى بغية تحقيق مكاسب سياسية أو إفشال المساعى المصرية لتوحيد الصف وتسوية القضية.. فقد عبر الرئيس أبو مازن عن تقديره وامتنانه لجهود مصر الصادقة ومساعيها المقدرة فى دعم الفلسطينيين وقضيتهم وهذا الدور تاريخى ثابت لا يمكن أن يتبدل.. كما أن أبو مازن حرص على تأكيد عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية، فى ظل ما يجمع الشعبين من روابط ممتدة ومتينة. ولأن القضية متشعبة ولها أبعاد إقليمية ودولية فقد اتفق الرئيسان السيسى وأبو مازن على تكثيف المشاورات ومواصلة التشاور للاسراع بتوحيد الصف الفلسطينى وفق اتفاق المصالحة المبرم فى القاهرة فى شهر أكتوبر 2017 بما يسهم فى تحقيق آمال الشعب الفلسطينى وتمكينه من بناء دولته المستقلة وإنهاء معاناته مع حرب الحصار التى يفرضها المحتل الاسرائيلى, مستغلا آفة الانقسام لينفذ مخططاته الخبيثة بتوسيع رقعة الاستيطان ومحاولات التسويف لتصفية حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم على حدود يعترف بها العالم. لمزيد من مقالات رأى الأهرام