فى مشهد درامى يواجه المخلوع حسنى مبارك نظيره المعزول محمد مرسى يوم 2 ديسمبر المقبل، للمرة الأولى يدخل مبارك مقر محكمة جنايات القاهرة بملابسه المدنية, بعد أن خلع بذلته الزرقاء, شاهدا, هذه المرة فى قضية اقتحام السجون التى يحاكم فيها مرسى وليس متهما ينتظر حكما أو طاعنا على حكم يترقب كلمة محكمة النقض بعد أن تقلبت عليه عدة أوصاف منذ بدء محاكمته فى 3 أغسطس 2011 غير أن اسم مبارك مازال مرتبطا بالقضاء والمحاكم بعد مرور سبع سنوات على مغادرته الحكم، تغير خلالها مركزه القانونى من متهم إلى مدان ثم طاعن فبرئ وأخيرا شاهد غير أنه لايزال محتفظا بصفة مدان وفق حكم نهائى بات من محكمة النقض فى قضية القصور الرئاسية، إلى جانب أن ذلك الاتهام المنسوب له بالكسب غير المشروع لايزال قيد التحقيق بجهاز الكسب غير المشروع حتى الآن. وقد سجل التاريخ أن مبارك صاحب السبق الأول من نوعه فى العالم العربي، إذ إنه أول رئيس سابق يمثل أمام محكمة غير استثنائية على الرغم من مطالبة الكثيرين بضرورة محاكمته سياسيا على ما ارتكبه ضد الملايين من مواطنى وطنه وهو ما أدى بغير قليلين إلى أن يُصدموا بحكم محكمة النقض ببراءته فى قضايا قتل متظاهرى 25 يناير، إذ شعرت الملايين وقتها بإحباط شديد غير أنهم امتثلوا جميعا لهذا الحكم باعتباره عنوان الحقيقة فلا أحد منا يمتلك أدلة إدانته فى هذه القضية تحديداً بصرف النظر عن السبب سواء كان قد جرى التخلص من هذه الأدلة أو أنه بالفعل برىء تماماً!. وإذا كان أبناء مبارك لا يزالون يرون أنه قد حقق الكثير فإننى أرى أنه بالفعل أنجز ذلك، فعلى مدى نحو 30 عاماً من حكمه تحولت مصر العفيّة القادرة إلى مصر المرهقة.. وأصبحت مريضة تقف أمام المستشفيات العامة فى انتظار, ليس العلاج أو الدواء, انما التوقيع على شهادة وفاتها..!!. مصر التى عانت اقتصاديا كثيرا بدرجة هددتها بالانهيار نتيجة إهمال الإصلاح على مدى هذه العقود الثلاثة وبدئه متأخراً متلازما مع استجابة السيسى لإرادة الملايين من شعبه ليتولى قيادة الوطن.. مصر المقاهى التى أصبحت محلاً مختاراً لملايين من أبنائها نتيجة البطالة.. مصر المعاشات التى تعانى مأساة يومية فى كيفية تدبير ثمن دواء واحد من قائمة طويلة فرضتها على أصحابها ظروفهم الصحية، إذ لم يكن المواطن فى جدول أعمال ساكن قصر العروبة وحاشيته بل كان مجرد رقم يتراقص على حائط مبنى الجهاز المركزى بطريق صلاح سالم بالقاهرة..! من ناحيته فإن مرسى المعزول سيظهر فى هذه الجلسة المقبلة خلف قضبان محكمة الجنايات وهو لا يزال محتفظا ببذلته الزرقاء هذه المرة بعد أن خلع الحمراء فى ضوء إلغاء محكمة النقض حكم إعدامه فى قضية التخابر مع قطر وقررت إعادة محاكمته مرة أخرى ليصبح أول من غادر القصر الجمهوري,الذى دخله بالخداع, مهددا حتى الآن بحبل المشنقة..!. إدانة مرسى بالإعدام مرتين لم يكن أمرا غريبا، إذ أنه أحد أبناء جماعة شياطين الإرهاب بعد أن تنازل لها إله الشر قبل 90 عاماً وتحديداً ذات يوم فى عام 1928 عن أداء مهمته الملعونة فى خداع المواطنين ونشر الحقد والكراهية والإجرام، بعد أن حلت جماعة الإخوان الإرهابية محله..! فى أولى خطواته بقصر الاتحادية أبدل مرسى الأهل والعشيرة بدلا من المواطنين وسعى جاهدا فى إحداث الفرقة بينهم وعندما ركلته أحذية المواطنين خارج أسوار القصر لم يجد أهله وعشيرته سوى رصاصات الغدر ليصوبوها إلى صدور المواطنين حتى صدور الأطفال لم تسلم من غدرهم ولم تتح لأى منهم فرصة الاستمتاع بحلوى المولد النبوى الشريف أو بدلة أى عيد مقبل فى يوم من الأيام، مثلما لم يتح لإخوانهم أيضا الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. أطفال تيتموا.. أمهات ثُكلت.. زوجات ترملت.. آباء فقدوا حياتهم.. عائلات بكاملها افتقدت عائلها ومن يرعى مصالحها. وسوى لحية ويد تمسك بمسبحة تشكلت حباتها من جماجم الأبرياء فلا أحد يعلم أى دين يؤمن به هؤلاء القتلة السفاحون إذا كانوا يفهمون معنى الإيمان.. ولا أحد يدرى أى ملة تجمعهم تلك التى تدفعهم دوماً إلى تجرع دماء أبرياء يلبون آذان مسجد أو دقات جرس كنيسة واختاروا ثوابت وطن افترش قلوبنا جميعاً وأبدلنا ترابه بدماء شراييننا بينما اختاروا هم لغة القتل والبلطجة وأعمال العنف منهجاً لهم وأهدروا كل القيم الوطنية فى سبيل تحقيق مصلحتهم الذاتية..!. كل ما يعرفه هؤلاء السفاحون من دينهم, الذى لا يعرف العالم عنه شيئاً, لا يتجاوز ركعتين قبل خروجهم للقتل أو زرع قنبلة بجوار مدرسة أطفال لتحصد أرواح أبرياء. أو سفك دماء طفل أو امرأة أو عجوز أو حتى رضيع فلا شىء يهمهم. والمثير للدهشة أن هؤلاء السفاحين لا يزال عندهم أمل فى أن يعاودوا خداع المواطنين.. وفى النهاية نحن فى انتظار قصاص العدالة منهم. ولك يا أغلى اسم فى الوجود ولمواطنيك السلامة دائما!. لمزيد من مقالات عبد العظيم درويش