لا أشعر مع حفيدتى بالوقت.. لديها من الكلمات والاهتمامات ما يعيدنى إلى طفولتى التى كانت.. تتقن ألعاب الموبايل وتفك رموز التابلت.. لها جروب تشارك فيه صديقاتها بالمدرسة «ثانية ابتدائى» وجروب آخر للألعاب الإلكترونية... الأسبوع الماضى وصلت متأخرة مع أسرتها إلى بيتنا.. وفور دخولها سألت عنى.. يا جدو مش عارفة حاجة فى العربى.. درس لى كام درس، لأن فيه امتحان كما قالت لنا «الميس» وخايفة أسقط.. ذهلت من طلبها خاصة أن والدتها «تتقن العربية». حفيدتى فى مدرسة لغات تحب اللغة الإنجليزية حديثا وكتابة. ولا تتوقف مكالماتها «للميس مدرسة الإنجليزى» الأرقام لديها وان تو ثرى إلى آخره.. أما واحد اثنين أو ثلاثة فلا تدرى معناها.. إذا أرادت شيئا تنادينى: جدو.. عاوزة «بريد» يعنى خبز.. أو «شوكليت» يعنى شوكولاتة.. يا جدو.. «ماى فينجر يؤلمنى» يعنى صباعى موجوع.. و«ماى نوز» مسدود.. يعنى أنفى به برد وأجد صعوبة فى التنفس.. أصبت بالدهشة لما وصل إليه حال التعليم لدينا.. وحالة التغريب للغتنا العربية.. المفترى عليها فى المدارس والجامعات وكل المواقع.. وأيقنت أن النظام التعليمى الجديد تنبه لهذه الكارثة بتأكيده أن العربية هى الأصل.. وباقى اللغات أساسية أيضا ولكن ليس على حساب لغتنا الأصيلة.. البعض منا يتظاهر بل ويتباهى بأنه يتكلم «كلمة عربى» و60 كلمة «أجنبى» وهو لا يدرى أنه يفقد هويته وشخصيته وثقافته ويصر على أن يعيش غريبا فى وطنه.. اللغة العربية فى حاجة لإنقاذ عاجل وتدخل على جميع المستويات بدءا من الروضة إلى الجامعة.. كفانا اهدارًا وتشويها لثقافتنا وتاريخنا ولغتنا المفترى عليها. لمزيد من مقالات أحمد عبد الحكم