وجهت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لألمانيا ولقاؤه المستشارة أنجيلا ميركل أنظارنا لألمانيا التى تتوطد علاقاتنا معها فى شتى المجالات فى الآونة الأخيرة. لذا من المهم أن نركز على التطورات التى ستشهدها فى الفترة القادمة، خاصة بعد أن أعلنت ميركل نيتها عدم الترشح لرئاسة الحزب المسيحى الديمقراطى الذى ترأسه فى مؤتمر عام الحزب الشهر القادم، مع استمرارها كمستشارة حتى نهاية ولايتها الرابعة فى 2021. قرار ميركل عدم الترشح جاء بعد التراجع الكبير لشعبية حزبها وتنامى التيار الشعبوى والقومى. ويعزى البعض سبب ذلك لسياسة ميركل بشأن اللاجئين والتعليم والصحة والتقاعد. وترأس ميركل حزبها منذ عام 2000، خلفا لفولفجانج شويبلى رئيس البوندستاج حاليا، وهو السياسى الأكثر حنكة وخبرة على الساحة الألمانية الآن، فهو منخرط منذ 4 عقود فى الساحة السياسية. اللافت أنه رغم تراجع شعبية حزب ميركل إلا ان الكثيرين يرون أنها الأقدر على تولى منصب المستشارة. وتوصف ميركل بأنها أقوى امرأة فى العالم، والأكفأ سياسيا فى الاتحاد الأوروبى. المشكلة أن الشخصيات التى يمكنها خلافة ميركل غير معروفة أو مؤثرة داخليا، وهو ما أوضحه تقرير لموقع مجلة دير شبيجل الألمانية ، إذ لم يتعرف المواطنون على صور أكثر ثلاث شخصيات تتداول أسماؤهم لخلافة ميركل رغم أن معظم من سئلوا قالوا: آن الآوان للتغيير.وأعرب بعض البريطانيين المقيمين بألمانيا عن إشادتهم بميركل وتفضيلهم لها، بل يتمنون لو أنها تتولى الحكم فى بريطانيا بدلا من تيريزا ماى رئيسة وزرائهم! الناخبون يتطلعون لدماء جديدة لكنهم يتخوفون من تنامى اليمين المتطرف. الاجتماع العام لحزب ميركل سيحسم بعض الأمور، والبعض الآخر يجب حسمه خلال الفترة المتبقية لحكمها. لمزيد من مقالات إيناس نور