أكرر أننى لم ألتق هذا الرجل (تركى آل شيخ)، ولا أعرف عنه إلا ما تتداوله الصحف بوصفه شخصية عامة مرموقة، ولكننى حقيقة أريد مناقشة منصفة لملفه، فالرجل لم يفعل شيئا أكثر مما يفعله رؤساء الأندية من كل الجنسيات فى العالم، كل ما فى الموضوع أن حضوره على الساحة المصرية كشف بعض الأساليب المعيبة التى مورست ضده، بداية من تلقى الهبات والهدايا (حتى وإن كانت فى حالات معينة ممنوعة بحكم القانون)، أو الهتافات المنظمة شديدة السقوط التى انصبت عليه من مدرجات المباريات، التى قادتها جماعات وروابط تعودت القيام بأدوار تخريبية منذ أيام الفوضى التى أعقبت عملية يناير عام 2011 (بتوجيه وقيادة زعماء جماعة الإخوان الإرهابية) وواصلت مهمتها بمجرد بدء عودة الجمهور إلى المدرجات وبتحريض مباشر قيل إن بعض مسئولى الأندية مارسوه.. والنتيجة هى انسحاب تركى آل شيخ من الساحة الرياضية المصرية بما وجه ضربة قاصمة إلى فرص الاستثمار الرياضى فى البلد، هذا فى ذات الوقت الذى صرنا نسمع فيه عن تحرك آل شيخ لشراء نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى العريق، حتى لو لم تتم الصفقة لسبب أو لآخر، أو نرى الإماراتى خلدون خليفة يشترى نادى مانشستر سيتي، ولم نسمع أن جمهور أحد تلك الأندية تحرك ضد الرجل بشوفينية وروح تعصب وطنى مقيتة كتلك التى حرضت وحفزت الجمهور فى مصر، أو برغبة جامحة تريد التعمية والتغطية على إجابة سؤال الرجل البسيط الذى طرحه بعدة طرق: (أين ذهبت أموالى التى دفعتها بمئات الملايين لهذا النادى أو ذاك؟).. ما يعنينى هنا هو موضوع الاستثمار الرياضى فى مصر، هل ارتكب تركى آل شيخ ما يجعل البعض متحفظين على كونه طرفا فى ساحة الرياضة المصرية، وهل ساقتهم محاولاتهم التضييق على الرجل وإثارة أجواء غير صحية حوله إلى تدمير تجربة الاستثمار الرياضى فى مصر؟، إن مثل هذا الأمر ينبغى أن يخضع لتدخل المسئولين على جميع المستويات إذا كانوا حريصين على تكرار تلك التجربة أو نجاحها، وهو ما يجرى فى كل مكان بالعالم وسيجرى لأن هذا هو شكل العالم الجديد اقتصاديا وإداريا. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع