أى مشروع هو علامة مضيئة تقتضى الاحتفال، ولكن ليس إلى الدرجة التى وصلت إليها إحدى الصحف الخاصة حين ساقت إلينا أنباء إقامة ما سمته 3 مصانع: واحد لمشابك الغسيل الخشبية، والثانى لتصنيع البلاط وآخر للكواشف المعملية فى الإسماعيلية، وأشارت مهللة إلى أن تلك (المشروعات) تتيح 31 فرصة عمل لأبناء المحافظة، وطبعا فى متن الخبر كلام كثير عن تصريحات للسيدة هدى عبدالعزيز مدير إدارة الاستثمار بالمحافظة تلفت إلى أن الموافقة على المشروعات تأتى فى إطار تسهيل الإجراءات الخاصة بجذب الاستثمار إلى الإسماعيلية وإتاحة فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة، وكذلك تسليط للأضواء على أن اللواء محافظ الإسماعيلية أعلن موافقة اللجنة الفنية المشكلة بالقرار رقم 540 لسنة 2018 برئاسة محمد عبدالسلام الصبرة السكرتير العام للمحافظة التى أقرت إقامة المشروعات الثلاثة الاستثمارية الجديدة بالمنطقة الصناعية بالإسماعيلية بتكلفة استثمارية قدرها مليون ونصف مليون جنيه.. هل هذا معقول؟.. فى زمن المشروعات الرئاسية العملاقة نجد كل هذه الزيطة على ثلاثة مصانع تكلفتها مليون ونصف مليون جنيه وستتيح تشغيل 31 من أبناء الإسماعيلية، مع إشارات بليغة لأهمية مشابك الغسيل وتصنيع البلاط لحياة المصريين، ثم ما هذا الصخب والثرثرة عن المحافظ والقرار 540، والسيد عبدالسلام الصبرة السكرتير العام للمحافظ، واللجنة الفنية، والسيدة هدى عبدالعزيز مدير إدارة الاستثمار بالمحافظة، كل هذا للتسويق والترويج لثلاثة مشروعات توفر 31 فرصة عمل، إن هذا يشبه المقطع الشهير الذى أداه الأستاذ فؤاد المهندس فى مسرحية (أنا فين وانتى فين) حين كان يقول: «وفوط وشوك وأطباق ومكبات وفى الآخر.. طعمياية!»، نحن مجتمع مصر الجديدة ونحتفل بإطلاق مشروعات تكتسب أهميتها ودلالتها من حيث تكلفتها والتكنولوجيا المستخدمة فيها وعدد فرص العمل الكبيرة التى توفرها، وبعضها موجود على مرمى حجر من محافظة الإسماعيلية كالأنفاق العملاقة تحت القناة أو مدينة الإسماعيلية الجديدة وغيرها، أما مسألة مشابك الغسيل وتصنيع البلاط وتشغيل 31 من أبناء محافظة الإسماعيلية فهى ليست الأخبار التى نزفها إلى الناس لنبنى لديهم وعيا جديدا وإدراكا عميقا بأهمية الشغل الذى نفشيه فى البلد مؤسسين لمصر المستقبل معيدين غرس عقيدة العمل فى نفوس الناس من جديد. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع