* أمينة كاكابافيه: الجماعات الإسلامية ضد حقوق الإنسان والمرأة والمجتمع ككل * ديفيد لوكاس بارون: الجهود الفكرية يجب أن تعمل على التوعية بمخاطر التطرّف وأسبابه فى إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب، نظمت «جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي» فى باريس ومركز «يورو عرب» فى برشلونة ندوة بعنوان «دور الفكر فى محاربة التطرف»، فى مقر ممثلية المفوضية الأوروبية فى العاصمة الإسبانية مدريد. شارك فى الندوة عدد كبير من السياسيين وأعضاء السلك الدبلوماسى إضافة الى عدد من الكتاب وخبراء مكافحة الإرهاب فى أوروبا، هم: أمينة كاكابافيه، نائبة فى البرلمان السويدي، ديفيد لوكاس بارون، عضو مجلس الشيوخ الإسبانى ونائب رئيس لجنة الشئون الخارجية فيه، بيرى جوان بونس، عضو مجلس النواب الإسبانى والمتحدث الرسمى باسم لجنة الشئون الخارجية فيه، الدكتورة آنا بيلين سواج، أستاذة العلوم السياسية فى جامعة سوفولك بمدريد، ليلى كروش، أفضل كاتبة فى إسبانيا عام 2004، محمد أحسيسن، سكرتير لجنة التواصل فى الحزب الاشتراكى الكاتالوني، ولارس آبرج، الكاتب السويدي. وفى مداخلتها بالندوة اعتبرت أمينة كاكابافيه النائب فى البرلمان السويدى أن «الدول الأوروبية تواجه المشكلات نفسها فى مواجهة التطرّف»، وأن الجماعات الاسلامية هى ضد حقوق الإنسان وضد حقوق المرأة وضد حرياتنا كمواطنين مضيفة انه للأسف فى السويد استطاعت الجماعات الإسلامية اختراق الحياة السياسية لدرجة ان هناك وزيرا فى الحكومة من المنتمين الى جماعة الإخوان المسلمين!.. والمؤسف أيضاً أن الجماعات الاسلامية تستغل الدين من خلال إنشاء مدارس تقوم على تلقين النشء أيديولوجياتهم وتعمل على عملية غسيل لعقول هؤلاء الأطفال والطلاب.. والمؤسف أن ذلك بدعم حكومى بينما المراقبة ضعيفة لذلك نطالب نحن الحكومات بقطع هذا الدعم عنهم لما يشكّلونه من خطر على المجتمع. كما دعت الدول الداعمة لتلك الجماعات الإسلامية كقطر وتركيا وإيران ان تكف عن دعمها لهم. من جهته: قال ديفيد لوكاس بارون، عضو مجلس الشيوخ الإسبانى ونائب رئيس لجنة الشئون الخارجية فيه إنه حتى الآن لم يتم دراسة الأسباب وسبل ردع التطرف. وقال لم نتعلم أسباب جذب الجماعات الاسلامية الشباب وخاصة المهاجرين للتطرف والاكيد هناك عوامل اقتصادية واجتماعية وإن الجماعات الاسلامية تستفيد من تلك العوامل لجذب هؤلاء.. مضيفاً أن: الجهود الفكرية يجب ان تعمل فى هذا الاتجاه من خلال التوعية من مخاطر التطرّف والاسباب المؤدية اليه ونشر التسامح ومكافحة التطرّف عبر تشجيع التواصل مع جميع شرائح المجتمع وخصوصا أبناء المهاجرين و محاربة التمييز. وعلى الصعيد نفسه، اعتبر بيرى جوان بونس، عضو مجلس النواب الإسبانى والمتحدث الرسمى باسم لجنة الشئون الخارجية : أن التطرّف موجود بشكل كبير وواسع فى اوروبا، وأن ازدياد نسبة التطرف تزامنت مع صعود التيارات اليمينية المتشددة. أما الدكتورة آنا بيلين سواج، أستاذة العلوم السياسية فى جامعة سوفولك (مدريد) اعتبرت بدورها أن الإسلام السياسى هو عبارة عن تنظيم شمولى لانه يهدف للتحكم بكل تفاصيل الحياة اليومية. واضافت للجماعات الإسلامية اجندة سياسية واضحة قائمة على تفسير خاطئ للدين. فمثلا جماعة الاخوان المسلمين هى فقط مع ديمقراطية التصويت لكنها ضد المساواة فى المجتمع . واختتمت سواج بتأكيد أن الجماعات الاسلامية ليسوا بحلفاء ولا يجب اعتبار اغلبية المسلمين حول العالم وفى المجتمعات الأوروبية الذين يؤمنون بحقوق الانسان خائنين. وفى السياق نفسه، شدد الكاتب السويدى لارس آبرج على صعوبة الكتابة فى مواضيع مرتبطة بالتطرف الاسلامى نظرا للتهديدات والفتاوى والخطر الذى يواجه الكتاب جراء تناولهم هذا الموضوع واتهامهم بالاسلاموفوبيا ومعاداة الإسلام. وكان النقاش فرصة لعرض فيديو تناولت أحداثه فحوى ما دار فى الندوة من مداخلات وتضمنه كتاب صدر أخيرا تحت عنوان «السراب» للدكتور جمال سند السويدى مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية فى أبوظبي. فى المقابل، روت الكاتبة الكاتالونية ليلى كروش، افضل كاتبة فى إسبانيا (2004) تجربتها، وشددت على أهمية الكتابة فى مكافحة التطرف وتوقفت عند الاسلوب العلمى السلس لكتاب السراب والذى تعتقد أنه أسهم فى انتشار الكتاب على صعيد عالمي. وأخيراً شدد محمد أحسيسن، سكريتير لجنة التواصل فى الحزب الإشتراكى الكاتالونى ورئيس مركز «يورو عرب» فى برشلونة على أهمية هذه الندوة، وأكد أن الحرب الفكرية ضد التطرف لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية والأمنية، بل إنه يعتبر أن مواجهة المتطرفين والإسلاميين فكرياً أهم بكثير من مواجهتهم أمنياً بعد التفشى الكبير للأفكار والأيديولوجيات المتطرفة فى المجتمعات الأوروبية وعلى نطاق واسع. ويقول نضال شقير إن هذه الندوة التى استضافتها العاصمة الإسبانية، تأتى فى ظل الإدراك المُتزايد فى الدول الأوروبية للتحدّيات الأمنية الكبيرة التى تواجهها أخيرا، وأهمية بذل المزيد من الإجراءات العملية لمكافحة آفة التطرف التى ادت وبشكل كبير فى تصاعد الاعمال العنفية والإرهابية، إضافة إلى نشر الكراهية فى المجتمعات.