حاولت البحث عن إجابة منطقية من المسئولين بوزارة الصحة عن سبب وفاة طبيبة مستشفى المطرية فى أثناء استحمامها داخل سكن الطبيبات بالمستشفى فلم أجد!. تقرير الوفاة هبوط حاد فى الدورة الدموية لا يقنع أحدًا من الأطباء أو غير المتخصصين فى الطب، لأن الهبوط فى الدورة الدموية عرض وليس مرضا، لا أحد يعترض على التقرير الطبى اذا كانت الوفاة طبيعية لم تدخل فيها يد الإهمال، ولكن نعترض عندما يكون التقرير أداة من أدوات تبرير الأخطاء وإفلات الجانى من العقاب. الجانى هنا منظومة الإهمال التى تسيطر على مجريات الأمور فى الشارع والمدرسة والمستشفى وأى مصلحة حكومية أو خاصة. منظومة من الموظفين والقيادات ترفض الاعتراف بوقوع الأخطاء وترفع شعار كله تمام. دعونا نسترجع ملفات ضحايا الإهمال فى كوارث القطارات والمستشفيات وحوادث الطرق سواء بسبب الحفر والمطبات أو بسبب السير عكس الاتجاه، هل سمعنا أن احدا من المسئولين اعترف بالإهمال والخطأ. منظومة الإهمال تتربص بنا، الفوضى لغة الحياة، والاستثناء أن يترك المسئول مكتبه ويتابع مشكلات الناس على أرض الواقع. مشاهد حملات الانضباط فى المرور وإزالة الإشغالات والمبانى المخالفة لا تتجاوز دقائق، ثم تعود الفوضى وتستمر المخالفات فى السير الممنوع وفتح طرق عشوائية على الطرق وخاصة الطريق الدائرى تتسبب فى المزيد من نزيف الدماء. نحن أمام حالة مزمنة يعانيها الوطن والمواطن، نحن أمام هبوط حاد فى الضمائر. ويبقى السؤال: من يوقظ مرضى الهبوط الحاد فى الضمير قبل أن يموت الضمير إكلينيكا؟.