أصبحنا نعايش الحروب الرقمية، وبات التصدى لها بوسائل مستحدثة يطالعنا يوميا، ولا يمكن للشخص العادى ملاحقة أنبائها فى ضوء التطور الهائل الذى يشهده مجال تقنية المعلومات، وإن كان هناك مآخذ عليها لاستغلال البعض لها لاختراق خصوصية الأفراد والجهات. خلال الأيام الماضية كشفت تقارير إعلامية عن قيام جهتين فى الولاياتالمتحدةوألمانيا، بالاستعانة بتقنيات حديثة للتصدى للشائعات التي تستهدف التأثير فى الرأى العام بأخبار كاذبة، ونشر الكراهية، ففى الولاياتالمتحدة قامت إدارة فيسبوك بإنشاء ما سمته غرفة حرب للتصدى للحسابات الوهمية وإزالتها من على الموقع. وكشف تقرير «لسكاى نيوز عربية» وفقا للخبراء عن إزالة 1.3 مليار حساب مزيف خلال 6 اشهر! وتضم غرفة الحرب المقسمة ل20 إدارة نحو 20 ألف متخصص فى مختلف المجالات. وتسعى إدارة فيسبوك لتحسين صورتها وقطع الطريق أمام الأخبار الزائفة للتأثير على الأحداث العامة. وفى ألمانيا كشفت صحيفة زوددويتشى تسايتونج عن استخدام شرطة ولاية هيسن برنامج جوثام لجمع وتخزين البيانات الذى ابتكرته شركة بالانتير الأمريكية للاستعانة به فى التحقيقات وجمع وربط المعلومات عن المشتبه بهم أو المتهمين من المتطرفين والإرهابيين،حيث يسهل سرعة جمع كل المعلومات المتعلقة بالشخص فى لحظة بالاستعانة ببرنامج جوثام، رغم أن هناك تحفظات لدى البعض على ذلك خشية أن يتيح البرنامج اختراق الاستخبارات الأمريكية لبيانات أجهزة الأمن الألمانية. ومن المآخذ على ذلك الاتفاق أن شركة بالانتير هى إحدى أذرع وكالة الاستخبارات الأمريكية، كما أن لها علاقة ب كامبريدج أناليتيكا المرتبطة بتسريب بيانات والاستيلاء على حسابات بفيسبوك خلال حملة الانتخابات الأمريكية. أصبحت الحروب والتصدى لها تدار من غرف وبضغطة زر، وليس بالضرورة باستخدام السلاح. لمزيد من مقالات إيناس نور