سواء كان توقيت زيارة الرئيس السيسى الأخيرة إلى موسكو قد جرى الترتيب له لكى يتزامن مع احتفالات مصر بالذكرى ال 45 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، أو أن الصدفة السعيدة لعبت دورها، فإن توقيت الزيارة كان له فعل السحر فى تجديد ذكريات هذه الحرب الظافرة! والحقيقة أن النتائج الإيجابية التى أسفرت عنها زيارة السيسى الأخيرة لموسكو ومحادثاته مع الرئيس بوتين ليست سوى امتداد لعلاقات تاريخية بين البلدين بعد أن صارت مثلا يحتذى به فى إمكانية بناء علاقات متكافئة ومتوازنة بين الدول العظمى والدول الطامحة فى تحصين استقلال إرادتها السياسية، حيث مثلت اتفاقية كسر احتكار السلاح عام 1955. وإذا كان شعب مصر لا ينسى موقف موسكو إبان العدوان الثلاثى ضد مصر عام 1956 والإنذار الشهير الذى هدد فيه رئيس الوزراء السوفيتى بولجانين بضرب لندن وباريس بالصواريخ، فإن شعب مصر لا ينسى أيضا دور موسكو بعد نكسة 5 يونيو 1967 وإيفادها بعثة عسكرية رفيعة المستوى برئاسة الجنرال زخاروف للإسهام مع العسكريين المصريين فى إعادة بناء وتنظيم خط الدفاع الأول على جبهة قناة السويس وما استتبع ذلك من برامج شاملة لإعادة تسليح الجيش وتعويضه عن خسائره فى حرب يونيو والمشاركة الفعالة فى تدريب القوات المصرية على استيعاب الأسلحة الحديثة والمتطورة خلال حرب الاستنزاف، والتى بلغت ذروتها فى بناء حائط صواريخ الدفاع الجوى والدفع به إلى حافة القناة مع بدء وقف إطلاق النار ليلة 8 أغسطس 1970 كتدشين عملى لأهم نتائج زيارة جمال عبد الناصر السرية إلى موسكو فى يناير 1970 وبما يؤمن قوات العبور عندما تحين ساعة الصفر. وبصرف النظر عن أى تباينات فى الرؤى حول ما كانت مصر تلح فى طلبه من السلاح «كما وكيفا» وما كانت تسمح موسكو بتوريده فى ضوء حساباتها الأوسع فإن مصر ستظل تقدر وتثمن دور موسكو فى حرب أكتوبر. وغدا إطلاله جديدة [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله