العقلية الفاشية المتطرفة لها سمات واحدة فى أى مكان فى العالم، وهكذا رأيت تشابها كبيرا بين انكشاف ما كان يخطط له تنظيم «ثورة كمنيتس» المتطرف فى شرق ألمانيا وتذكر ما كان يتحرك لتنفيذه إرهاب الإخوان والجماعات المتطرفة الدينية الأخرى فى رابعة والنهضة، وقبل ذلك القاعدة وحماس وحزب الله فى بؤر إقليم «سوات» فى باكستان والضاحية الجنوبية فى بيروت، وفى غزة بفلسطين.. الكرة واحدة وهى الاستيلاء على بقعة من الأرض وخلق قاعدة لنشر التوتر وإفشاء الخوف أو العقيدة السياسية أو العقلية التى يدعو إليها التنظيم ويدفع الناس إلى اعتناقها.. التنظيم الألمانى المتطرف «ثورة كمنيتس» سعى إلى تدبير وتنفيذ عمليات قتل ضد الأجانب فى بلدته الواقعة فى مقاطعة سكسونيا الألمانية، لكى تتحول إلى منصة تنتشر من خلالها أفكار قتل الأجانب والمهاجرين، وهكذا رأينا الإخوان يقتلون ويعذبون الناس فى رابعة والنهضة فيرهبون المجتمع ويدفعون نفرا من المتطرفين أو هؤلاء الذين يسعون لمعانقة (القوة) أى قوة إلى تبنى فكرهم، ومحاسبة أو معاقبة الذين يرفضون هذا الفكر ويعرضون عنه، إذ مازلت أتأمل مشاهد العنف والقتل غير المبرر فى عشرات من أفلام الفيديو المتاحة وقصاصات الصحف ونصوص وسائل الاتصال الاجتماعى التى تصور سلوك الإخوان وغيرهم من الجماعات المتطرفة، وأتساءل عن السر وراء كل هذا التعطش للعنف والقتل والدماء، وقبلها فى أحداث أخرى لماذا استهداف الأجانب والسياح والرغبة الملتاثة فى ذيوع الخوف والرعب فى كل مكان لتحويل شرعنة التطرف أو الاعتراف به إلى (قضية) تقتضى الإذعان لبعض المطالب السياسية التى لن تتمكن القوى المتطرفة (وهى أقليات) من تحقيقها بالوسائل الديمقراطية والسلمية، هذا ما فعله تنظيم «ثورة كمنيتس» على الرغم من اختلاف طبيعة التنظيمين «جماعة الإخوان وجماعة كمنيتس» سواء كانت دينية أو عنصرية، وهى مجرد طبيعة علنية لا تمثل جوهر أو مكنون أحدهما الحقيقي.. الفكر الواحد وهو التطرف الفاشى اليمينى الذى يسحب على نفسه غطاءات دينية أو ثقافية وهو محتل دائما بهاجس الإيمان بنقاء العنصر والرغبة العارمة المستميتة فى إبعاد وإقصاء ونفى الآخر والعمل على تأسيس مجتمع بديل يدعى «البيوريتانية» أو التطهر والنقاء وهو فى أبعد نقطة عنهما. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع