بيوت المصريين لم تعد أسراراً.. مايدور خلف الأبواب أصبح مذاعاً فى الشوارع و المواصلات واليك الآتى :المكان عربة مترو.. الزمان: الثلاثاء الماضى الحادية عشرة صباحا.. أبطال القصة: ستعرفهم من كلامهم فى المحمول. «آلو أيوه يا باشا أنا دلوقتى فى محطة سعد زغلول 5دقائق وأكون عند حضرتك.. أنا مجهز كل حاجة والصنايعية على باب الشقة.. إن شاء الله كل حاجة حتخلص النهاردة».. لاحظ أن بداية المكالمة كانت بين محطة المظلات والخلفاوى.. يعنى بينها وبين محطة سعد زغلول نحو 7 محطات ناهيك عن أنها فى الخط الأول.. بعد 10 دقائق فى محطة الشهداء «آلو أيوه يا باشا أنا وصلت فى الشقة وعلى ما حضرتك تيجى حيكون الصرف خلص وحوض المطبخ انتهى».. لاحظ كل الكلام والبيه السباك مازال فى المترو.. وصاحب الشقة صدق أن السباك وصل وبدأ شغل. المشهد الثانى: سيدة خمسينية ترد على الهاتف.. «أيوه يا بنتى.. عملتى إيه مع الزفت ده هوه مش حيحترم نفسه ويتلم ولا إيه؟.. عموما إحنا جاهزين لأى حاجة.. مش العيال معاكى.. يبقى يقابلنى لو شافهم متتأخريش علشان حنعدى على المحامى يجهزله كام محضر يلففوه ، حواليه نفسه.. مع السلامة». المشهد الثالث:«آلو.. أيوه يا محمد تؤمرنى.. لا للأسف أنا مش فى القاهرة النهاردة، لاحظ أنه يستقل مترو شبرا ..استنيتك امبارح ولما أتأخرت سافرت النهاردة.. نتقابل فى موعد تانى.. مع السلامة يا حبيبى». هكذا نكذب على الآخرين عبر المحمول وفى كل لحظة.. للأسف اصبحنا لا نميز متى نتكلم ومتى نصمت.. وفى أى مكان نتحدث.. ماذا حدث للمصريين؟.. لا أعرف إجابة صريحة.A لمزيد من مقالات أحمد عبد الحكم