منذ أيام وأنا أقلب حادث اغتيال ألكسندر زاخارتشينكو رئيس جمهورية دونتسك الشعبية، التى يسيطر عليها فصيل من المتمردين الموالين لموسكو فى أوكرانيا، والمعلنة من طرف واحد، فألكسندر زاخارتشينكو يعد واحدا من أنصار اتفاقية «مينسك» المتعلقة بالعملية السياسية المتفق عليها بين روسياوبريطانياوفرنساوألمانياوأوكرانيا وممثل ادونتسكب وممثل «لوجانسك» أو أقاليم شرق أوكرانيا ذات التاريخ المتصل عضويا بروسيا، وذات الثقافة الروسية، والعائلات الروسية والتى صرفت فيها الإدارة الروسية وقت الاتحاد السوفيتى والكتلة الشيوعية مبالغ ضخمة جدا فى إقامة ترسانة صناعية كبري، وضمن اتفاق «مينسك» مبادئ محددة تتعلق بالدستور وحق تقرير المصير، وبالتالى فإن اغتيال ألكسندر زاخارتشينكو فى مقهى بمدينة «دونتسك» منذ أيام، هو ضربة مسددة إلى عملية السلام أو العملية السياسية التى تم الاتفاق على بنودها فى «مينسك»، ولم أستغرب الأنباء التى تخمن أن القوات الخاصة الأوكرانية (التابعة للعاصمة كييف) هى التى نفذت عملية الاغتيال، فأوكرانيا التى يحكمها الآن رئيس مشهور بتبعيته للمخابرات المركزية الأمريكية هو بوروشينكو، يود قطعا التخلص من إلزامات اتفاقية «مينسك» التى تمت برعاية ومشاركة مجموعة نورماندى (روسيا + بريطانيا + فرنسا + ألمانيا)، وفرض الشكل الذى تريده الأجهزة الأمريكية والذى تكرره فى معظم الدول الشيوعية (سابقا)، والواقعة عند البطن الرخو لروسيا الاتحادية مثل رومانيا وبولندا وسائر دول البلطيق، وبحيث يتم نشر الدرع الصاروخية الأمريكية فى هذه الدول وتهديد الأمن القومى الروسي، أو إقامة قواعد جوية وبما يجعلها نقطة مهمة ومتقدمة للسيطرة الاستراتيجية لحلف (الناتو).. الأمريكان لا يطيقون تحمل انتصار آخر عليهم كذلك الذى حققه الرئيس السورى الأسد بمعاونة روسية، ولذلك تحركوا نحو هدم صيغة «مينسك» للعملية السياسية فى أوكرانيا، والالتجاء إلى اغتيال رئيس جمهورية «دونتسك» الانفصالي، لبسط سيطرة بوروشينكو (الرئيس الأوكراني) على كامل أوكرانيا أو محاولة ذلك، وكان لافتا لنظرى حضور مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون الذكرى السابعة والعشرين لاستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتى قبل أيام، فهل كان ذلك دعما أمريكيا لعملية القوات الخاصة الأوكرانية لاغتيال زاخارتشينكو؟! لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع