الكتاب بعنوان «حكاية مصرية... بين تحدى الوجود، وإرادة الصمود»... وهى حكاية ممتعة وشائقة ربما فريدة فى سياقها والمهم فى هذه الحكاية أنها مليئة بالأمل والعمل... للحكاية بطل وبطلة. البطل هو الدكتور جودة عبد الخالق. والبطلة زوجته الدكتورة كريمة كريم. البطل يبدأ الرواية فى فصلها الأول، والبطلة تستكمل فى فصل ثان، ليعود البطل ويواصل الحكاية فى فصلها الثالث، ثم تواصل البطلة الفصل الرابع... وهكذا فصل من البطل، وفصل من البطلة حتى تنتهى فصول الحكاية... والحكاية لم تكتمل... فمازالت هناك فصول جديدة نأمل أن تستكمل فى اجزاء تالية للحكاية. ................................ الحكاية تبدأ فى فصلها الأول حيث نتعرف على البطل فى طفولته المبكرة... ثم يأتى الفصل الثانى حيث نتعرف على البطلة فى طفولتها المبكرة.. وما أبعد حياة الطفولة هنا وهناك بين البطل والبطلة... البطل يبدأ طفولته فى قرية من قرى مصر فى أسرة متواضعة رقيقة الحال، والطفل يعمل بالزراعة تارة، ويرعى الماشية تارة أخرى، ويسير بين الحقول حافى القدمين، ويستحم فى القنوات والترع وطفولة البطلة على النقيض من طفولة البطل، حيث نشأت فى القاهرة فى أسرة من الطبقة الوسطى العليا، والدها محام شهير من اقطاب حزب الوفد فى العهد الملكى، وانتخب عضوا بمجلس الشيوخ فيما قبل الثورة مرة، وبمجلس النواب مرة عن دائرة شبرا، والأسرة تعيش فى مسكن يحيط بها الخدم والحشم، من طباخ وسائق ومستخدمين تجعل من حياة البطلة نعيما حيث لا علاقة لها باعمال المنزل وحتى كوب الماء الذى تشربه يأتى اليها حيث هى من يد أحد العاملين بالمنزل... فما عليها إلا أن تأمر، وهناك من يلبى اشارتها على الفور. .. وهكذا يمضى البطل فى طريق، وتمضى البطلة فى طريق آخر... حيث يلتقى الطريقان فى طريق واحد عند مرحلة الشباب. وتستمر الحكاية بعد ذلك فى طريق واحد يروى أحداثه البطلان كل فى فصل حتى نهاية الكتاب وليس نهاية الحكاية. وعندما يلتقى الطريقان فى طريق واحد، ويجتمع البطل والبطلة فى باقى فصول الحكاية... تأخذ الحكاية مسارا آخر فى الطريق الجديد الذى جمع بين البطلين حيث يمضيان معا فى عالم الغربة يستكملان دراستهما فى الحصول على الماجستير والدكتوراة، وهما معا فى حالة فقر وعوز شديدين بسب أستاذ جامعى صهيونى منحاز ضد العرب، ظل يلاحقهما فى تعمد ليمنع عنهما مخصصات البعثة... ولكنها حالة كفاح وصمود وتحد. ثم يتلاقى الطريقان فى طريق واحد بعد أن يحصل البطل وبعد كفاح مرير على الثانوية العامة ويكون ترتيبه الثانى على القطر المصرى، ويتهيأ للحضور نجما من نجوم عيد العلم الذى يحييه رئيس الجمهورية ليتلقى منه جائزة التفوق، والبطل ليست لديه ثياب لائقة لحضور هذه المناسبة حيث الحضور بحلة جديدة أو قديمة تتناسب مع هذا الاحتفال وهو أحد نجومه، وهو لا يملك هذه ولا تلك، ويضطر إلى استعارة حلة من أحد معارفه يرتديها رغم أنها تضيق على جسده، لكن المضطر يركب الصعب... ويلحق بأول دفعة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ويكون ترتيبه الأول على جميع أقسام الكلية ابتداء من العام الثانى للدراسة حتى تاريخ التخرج... وفى الكلية يلتقى زميلته الطالبة بالسنة الأولى كريمة كريم، ويميل إليها بكل جوامع نفسه، وهى تقول فى الحكاية إنها مالت إليه بعقلها... ولكن العقل يشمل كل النفس، فلا فرق فى الميل من هذا الجانب أو ذاك... ويمضيان بعد الاقتران زوجين يستكملان طريقا واحدا فى الغربة للحصول على شهادة الدكتوراة. فى الغربة يبدأ الطريق الواحد بصعوبات تكتنف حياة البطلين، وفى ظل حالة من العوز الشديد فى مواجهة وسائل العيش، والبطلة ذات الحسب والنسب تعيش على الجبن وحده، وتضطر إلى العمل مساعد طباخ بأحد المستشفيات، وتأنف من أن تلجأ إلى أسرتها الميسورة تطلب منها العون لأنهما قرر الاعتماد على نفسيهما اعتمادا كليا دون مساعدة من أحد مهما تكن الصعوبات وما أكثرها، حتى انتهت فصول الحكاية بحصولهما على الدكتوراة بمرتبة الامتياز والعودة إلى الوطن ورفض العروض السخية بالعمل فى جامعات الخارج براتب يبلغ آلاف الدولارات، وراتب كل منهما فى الجامعات المصرية يقل عن مائة دولار. وفى الحكاية تفاصيل كثيرة مدهشة فى هذا الإطار نتركها لقارئ الكتاب حين يطالعه.